اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 193
قال بعض الصالحين رأيت رجلا في الطواف يقول يا سيدي ما فعلت بالمحرم فسألته عن ذلك فقال كنا عشرة نجاهد في سبيل الله فأخذنا العلو فأمر كبيرهم بضرب رقابنا فنظرت في الهواء فرأيت عشرة من الحور العين فكلما ضرب عنق واحد نزلت جارية ومعها منديل من الجنة فتأخذ روحه وتصعد بها إلى السماء فلما انتهى إلى السياف تقربت مني جارية فحصل في شفاعة فتركوني فصعدت وهي تقول يا محروم يا محروم ... حكاية: لما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم خيبر جاءه عبد أسود فقال يا رسول الله اعرض علي الإسلام فأسلم ثم قال يا رسول الله إني أرعى غنما ليهودي فما أصنع فقال اضرب في وجوهها التراب فسترجع إلى صاحبها فرمى في وجوهها التراب وقال ارجعي إلى صاحبك فرجعت إليه كأن سائقا يسوقها ثم قاتل مع المسلمين حتى قتل فأتوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنه فقيل له يا رسول الله ولم أعرضت عنه قال إن معه زوجته من الحور العين تنفض التراب عن وجهه وتقول ترب الله وجه من ترب وجهك وقتل من قتلك ... لطيفة: رأيت في كتاب العرائس للثعلبي رحمه الله تعالى أن رجلا كان يلعن إبليس كل يوم ألف مرة ثم نام يوما في ظل حائط فأيقظه رجل وقال إن الحائط يريد أن ينقض فما تم كلامه حتى وقع الحائط فقال من أنت فقال إبليس فقال كيف تفعل هذا معي وأنا ألعنك في كل يوم ألف مرة فقال حتى لا تكون شهيدا.. فائدة: الشهداء تسع من مات تحت هدم والغريب والمقتول دون ماله والمبطون والمطعون والغريق والحريق وذوات الطلق والمقتول في سبيل الله خصوصا إذا غزا في البحر قال النبي صلى الله عليه وسلم غزوة في البحر خير من عشرة غزوات في البر رواه البيهقي والمقتول ظلما شهيدا أيضا كماشطة بنت فرعون قال ابن عباس سقط المشط من ماشطة بنت
فرعون فقالت تعس من كفر بالله فقالت بنت فرعون ألك إله غير أبي فقالت إلهي وإله أبيك وإله السموات والأرض إله واحد فأخبرت فرعون بذلك فطلبها وسألها عن ذلك فقالت نعم فعذبها بالأوتاد ثم ذبح بنتها الكبيرة وهم بذبح الصغيرة فانزعجت الأم فقالت يا أماه وهي ممن تكلم في المهد لا تجزعي فإن الله تعالى بنى لك بيتا في الجنة فاصبري فإنك تصيرين إليه فلما رأت آسية ذلك عاتبت فرعون فقال لعل الجنون الذي أصابها أصابك فقالت ما بي جنون ولكن إلهي وإلهك وإله السموات والأرض واحد لا شريك له فمزق ثيابها وضربها ضربا شديداً ثم أرسل إلى أبيها وقال إن الجنون الذي بالماشطة قد أصاب آسية فقالت أشهد أن ربي وربكم ورب السموات والأرض واحد قال أبوها يا آسية قد زوجك إله العالمين وأنت أجمل النساء قالت أعوذ بالله من ذلك إن كان قولكما حقاً فليتوجني تاجا تكون الشمس أمامه والقمر خلفه والكواكب حوله فعاقبها فرعون بالأوتاد ففتح الله لها بابا إلى الجنة ليهون عليها العذاب فعند ذلك قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة وقد تقدم في باب المحبة قال ابن عباس لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم مرت به رائحة طيبة فقال يا جبريل ما هذه الرائحة قال ريح ماشطة بنت فرعون قال مؤلفه هاتان السعيدتان رضي الله عنهما ومثلهما من قتله الكفار أسيرا ليسوا من شهداء الدنيا الذين لا يغسلون ولا يصلي عليهم فإن عمر وعثمان قتلا ظلما وغسلا وصلى عليهما فهؤلاء شهداء الآخرة دون الدنيا قلت هذا مذهب الشافعي وأما مذهب أبي حنيفة الماشطة وامرأة فرعون وعمر وعثمان وكل من يقتل ظلما بمحدد وعلم قاتله يكون شهيد الدنيا والآخرة فلا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ومثلهم المطعون والمبطون وكذلك الحامل إذا ماتت بعد اجتماع حملها كما أفتى به النووي وأما شهيد الدنيا والآخرة الذي لا يغسل ولا يصلى عليه وله ثواب خاص في الآخرة فهو الذي مات في قتال الكفار وبسبب القتال فإن عاد إليه سهمه أو وقع عن فرسه أو في بئر أو جاءه سهم من مسلم أو كافر أو وجد بعد انكشاف الحرب قتيلا ولم يعلم سبب موته وإن لم ير عليه أثر الدم ... حكاية: ذكر النسفي رحمه الله تعالى أن رجلا كان مجاهد في سبيل الله فإن فرغ من القتال نفض ثيابه وجمع غبارها حتى جمع غبارا في بعض أيام ثم جعله لبنة وأوصى أن تكون تحت رأسه في قبره ففعلوا ذلك فرآه بعض أصحابه في منامه فسأله عن حالة فقال كفر لي ببركة اللبنة ... حكاية: خرج جماعة من المسلمين للجهاد فأخذهم العدو فأمرهم ملك كافر بدخولهم في دينه فأبوا فقتلهم إلا واحدا رغب فيه ثم أمره أيضا بالدخول في دينه وله من الأموال كذا وكذا فأبى فأدخله بيته ووضع عنده جارية جميلة فلم يلتفت إليها وقرأ سورة الفتح إلى قوله تعالى محمد رسول الله فبكت الجارية وأسلمت وقالت اخرج بنا إلى بلادكم فخرجا ليلا فلما طلع الفجر سمعا صهيل الخيل فقالت له الجارية قد جاء الطلب في أثرنا فارجع إليهم لعلهم أصحابك فرجع فإذا هم أصحابه الذين قتلوا فقالوا نحن أصحابك الشهداء عند الله وستلحق بنا بعد أربعين وقيل أن الله تعالى رزقه منها أولاداً وقاتلوا في سبيل الله تعالى وكان ذلك في أيام عمر رضي الله عنه وقال النسفي أنها كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ... فائدة: قال عمرو بن العاص رضي الله عنه إذا قتل العبد في سبيل الله ذهبت روحه مع الملائكة إلى دار الشهداء في قباب من حرير في رياض خضر عندهم حوت وثور يظل الموت يسبت في أنهار الجنة فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه فيذكيه أي يذبحه فيأكلون لحمه ويجدون في كل رج طيبة ويظل الثور في فناء الجنة يرتع فإذا أصبح وكزه الحوت بذنبه فيذكيه فيأكلون لحمه ويجدون فيه كل رائحة طيبة وذكر العلائي أن أرواح الشهداء تركع وتسجد تحت العرش إلى يوم القيامة ويشاركهم في ذلك أرواح المؤمنين إذا ناموا على وضوء قال في شرح المهذب سمي الشهيد شهيدا لأن الله تعالى ورسوله شهدوا له بالجنة وقيل لأن ملائكة الرحمة يشهدون روحه فيقبضونها وقيل لأن روحه تشهد دار السلام وروح غيره لا تشهدها إلى يوم القيامة. فقالت تعس من كفر بالله فقالت بنت فرعون ألك إله غير أبي فقالت إلهي وإله أبيك وإله السموات والأرض إله واحد فأخبرت فرعون بذلك فطلبها وسألها عن ذلك فقالت نعم فعذبها بالأوتاد ثم ذبح بنتها الكبيرة وهم بذبح الصغيرة فانزعجت الأم فقالت يا أماه وهي ممن تكلم في المهد لا تجزعي فإن الله تعالى بنى لك بيتا في الجنة فاصبري فإنك تصيرين إليه فلما رأت آسية ذلك عاتبت فرعون فقال لعل الجنون الذي أصابها أصابك فقالت ما بي جنون ولكن إلهي وإلهك وإله السموات والأرض واحد لا شريك له فمزق ثيابها وضربها ضربا شديداً ثم أرسل إلى أبيها وقال إن الجنون الذي بالماشطة قد أصاب آسية فقالت أشهد أن ربي وربكم ورب السموات والأرض واحد قال أبوها يا آسية قد زوجك إله العالمين وأنت أجمل النساء قالت أعوذ بالله من ذلك إن كان قولكما حقاً فليتوجني تاجا تكون الشمس أمامه والقمر خلفه والكواكب حوله فعاقبها فرعون بالأوتاد ففتح الله لها بابا إلى الجنة ليهون عليها العذاب فعند ذلك قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة وقد تقدم في باب المحبة قال ابن عباس لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم مرت به رائحة طيبة فقال يا جبريل ما هذه الرائحة قال ريح ماشطة بنت فرعون قال مؤلفه هاتان السعيدتان رضي الله عنهما ومثلهما من قتله الكفار أسيرا ليسوا من شهداء الدنيا الذين لا يغسلون ولا يصلي
اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 193