اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 98
{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} [1].
{وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} [2].
إلخ.. إلخ.
يوجهه إلى استخلاص الطاقة المادية وقد وجهه من قبل إلى تدبر حكمة الله في الخلق، وأنه سبحانه خلق السموات والأرض "بالحق". ووجه إلى حكمة التشريع وأنها إقامة العدل والحق بين الناس في الأرض. ووجهه إلى طريقة إقامة المجتمع الصالح وأنها إطاعة الله ورسوله، وإطاعة أولي الأمر فيما يهتدون بهدي الله ورسوله. ووجهه إلى سنة الله الماضية في الأمم على مدار التاريخ، وأنها التمكين لمن يؤمنون بالله ويستخدمون مواهبه ونعمه في سبيل الخير {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [3] والذل والهوان للذين يكفرون بالله ويستخدمون مواهبه ونعمه في الفساد في الأرض: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [4]. فهؤلاء دمر الله عليهم حين لم يرعوا نعمته وكذبوا بآياته، وما كانوا في هذا التدمير مظلومين.
ويوجهه إلى استخلاص الطاقة المادية وقد وجه روحه من قبل إلى الارتباط بالله وخشيته وتقواه.. ومن ثم يعمل العقل البشري في استخلاص هذه الطاقة غير مفتون بها، ولا شاعر بأنها خلاصة الحياة وجوهرها الأوحد. فينتفع بثمارها وهو مالك لأمره منها، غير مستعبد لها ولا منجرف في طريقها.
وتلك نقطة حاسمة فيما بين الإسلام وغيره من النظم والعقائد والأفكار.
إن الإسلام لا يهمل واقع الأرض ولايهمل عالم المادة. والتاريخ هو الدليل. [1] سورة الأعراف 10. [2] سورة الأنبياء 80. [3] سورة الحج 40-41. [4] سورة الروم 9.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 98