responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 97
التغيير: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [1]. وقد يكون لأنهم استطابوا الظلم: "كيفما تكونوا يول عليكم" [2]. وقد يكون فتنة للذين ظلموا {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [3] وقد يكون الله يريد أن يمحص المؤمنين ليحملوا العبء على سلامة وتمكن واستعداد: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [4] وقد يكون, وقد يكون, ولكن السنة دائمًا واحدة لا تتبدل. ماضية لا تتخلف ولا تنحرف عن السبيل.
ومن ثم فالمسلمون مطالبون بدراسة التاريخ وتأمله ليحفظوا هذه العبرة وليفيدوا منها في تصحيح منهجهم والاهتداء به إلى سواء السبيل.
ومنهج التاريخ الإسلامي وعلم الاجتماع الإسلامي من ثم يفترقان عن منهج التاريخ ومنهج الاجتماع الأوربيين في الوقت الحاضر افتراقًا أساسيًّا لا يمكن إغفاله. فهو ينبغي أن يكتب وأن يدرس على أساس هذين الخطين الرئيسيين في حياة البشرية: الاهتداء بهدي الله والانحراف عن سبيل الله، وأثر كل منهما في واقع التاريخ، وهو ذات العنصر الذي تغفله أوربا عمدًا، وتروح تدرس ظواهر الأشياء المنقطعة عن الحقائق الأصلية في سنة الله وواقع التاريخ!
ثم يوجه العقل البشري إلى استخلاص الطاقة المادية وتذليلها لخدمة الإنسان.
{كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [5].
{فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [6].

[1] سورة الرعد 11.
[2] رواه الحاكم.
[3] سورة النحل 25.
[4] سورة آل عمران 139-141.
[5] سورة الأعراف 160.
[6] سورة الملك 15.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست