responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 75
الباب الرابع: تربية العقل
قلنا من قبل: إن الكائن الإنساني وحدة مترابطة ممتزجة الأجزاء.
لا ينفصل منه جسم عن عقل وعن روح. وقلنا: إننا سنضطر اضطرارًا إلى الحديث عن كل واحد على حدة، ولكنها ضرورة بحث لا رصيد لها من الواقع.
وفي هذا الفصل، والفصل الذي يليه[1]، سيتبين لنا مصداق هذه الحقيقة: حقيقة الترابط والامتزاج في الكيان البشري. لقد أفردنا فصلًا خاصًّا بتربية الروح لأنها هي القاعدة التي يقيم عليها الإسلام بناءه كله: تشريعاته وتوجيهاته، وتنظيماته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والخلقية والفكرية ... ولكننا سنرى في هذا الفصل وفي الذي يليه، كيف تتصل التربية العقلية والتربية الجسمية كلتاهما بالقاعدة الروحية، وتمتزج بها، وتترابط معها، فإذا هي بناء واحد متكامل موحد الكيان.
سيبدو لنا أن منهج الإسلام يستمد كل ألوان التربية من تلك القاعدة الروحية، كأنما يستنبتها نباتًا من "تربة" الروح، فتخرج مشعة بإشعاعها، متأرجة بأريجها العذب، حتى وإن كانت فكرة عقل أو دفعة عضلات.
العقل البشري طاقة من أكبر طاقاته، ونعمة من أكبر نعم الله عليه.
{قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [2].
"والفؤاد" يستخدم في القرآن بمعنى العقل، أو القوة الواعية في الإنسان، أو القوة المدركة على وجه العموم.

[1] تربية الجسم.
[2] سورة الملك 23.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست