responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 25
وساعة الجسد الخالصة لا يفصلها الإسلام عن الروح!
إن كانت طعامًا أو شرابًا فهي باسم الله. والصلة بالله هي صلة الروح. وإن كانت متعة جنس -حلال- فهي كذلك، يقرأ عليها اسم الله. ويقول فيها الرسول الكريم: "إن في بضع أحدكم لأجرًا" , قالوا: يا رسول الله أياتي أحدنا شهوته ثم يكون له عليها أجر؟! قال: "أرأيت لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في حلال فله عليها أجر" ,1!
وكذلك نظم الاقتصاد والإنتاج المادي والتنظيمات "الأرضية" البحتة. لا يعالجها الإسلام منفصلة عن الكيان النفسي في مجموعه. فلا يعترف بأن هناك قوانين اقتصادية منقطعة عن الصلات النفسية والروحية. أو أن هناك قوانين مادية لا تتصل بقوانين الروح!
ويقيم تنظيماته كلها على أساس هذه الحقيقة. على أساس الفطرة البشرية الممتزجة المترابطة التي لا ينفصل فهيا كيان عن كيان، ولو غلب جانب من الجوانب في بعض الأحيان.
تشريعاته "الأرضية الخالصة" من زواج وطلاق وإرث وتنظيم اقتصادي وسلام وحرب وسياسة غلخ، كلها تقوم على أساس العقيدة، مرتبطة بها ارتباط العقل والجسم بالروح. وكلها تجيء في القرآن ممتزجة بالتوجيه إلى الله وخشيته وتقواه.
وتوجيهاته "الروحية الخالصة" ليست مقصودة لذاتها. العبادة الخالصة التي هي غاية الخلق كلهم من جن وإنس: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [2] ليست مقصودة لذاتها. فالله سبحانه لا ينفعه ولا يضيره أن يعبده الناس أو لا يعبدوه: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} [3]. {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [4]. وإنما هو كرم الله سبحانه أن يجعل العبادة -التي هي غاية الخلق- هي الوسيلة لإصلاح

1 رواه مسلم.
[2] سورة الذاريات 56.
[3] سورة الذاريات 57
[4] سورة العنكبوت 6.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست