responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 177
سؤال ولا تردد ولا اقتراح ولا اعتراض.. إذ.. ما القيمة "العملية" لكل ذلك؟ وما النتيجة من العناد؟!
كلا! التسليم هو الأولى والأوفر والأجمل والأفضل!
وهو تسليم كريم ... إنه ليس تسليمًا لقوة مساوية للإنسان فيكون في ذلك التسليم غضاضة على النفس. وليس تسليمًا لعدو قاهر. وإنما لرب رحيم يصف نفسه بالرحمة المطلقة الشاملة في كل سورة: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} . وليس تسليمًا لسلطة تسيء استخدام السلطة! سبحانه وتعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا. إنما هو تسليم للمانح الوهاب المتفضل المنعم، الذي تفضل دون قهر أحد ودون طلب من أحد فوهب للإنسان وجوده، ووهب للإنسان مواهبه، وأنعم عليه نعمه، وحباه بالتسهيلات من كل جانب سواء في تصويره في أحسن صورة، أو في تسخير الكون لصالحه، ليستطيع الحياة، وليستطيع ترقية الحياة.
إنه إذن يسلم نفسه تسليمًا كريمًا "لائقًا" لا وجه للغضاضة فيه!
وهو تسليم الحب! وليس تسليم القهر!
إن الله هو القاهر فوق عباده حقًّا. وهو يملك كل وسائل القهر، وبيده ملكوت كل شيء. ولكن الله ذاته هو الذي يحب عباده ويرضى عنهم، ويدعوهم إلى حبه "والرضى عنه".
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [1].
{رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [2].
وهو تسليم الاطمئنان:
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [3].
ومن هذا التسليم الخالص لله يستمد الإنسان إيجابيته الكاملة تجاه الأشياء والأشخاص والأحداث!

[1] سورة آل عمران 31.
[2] سورة المائدة 119.
[3] سورة الشورى 10.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست