responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 176
يريد الإنسان أن "يثبت وجوده" أن "يحقق ذاتيته" فيحطم.. فالتحطيم أسهل من البناء! ويعتدي. فالعدوان أقرب إلى النفوس الهابطة! ويرتكب كثيرًا من ألوان الشر ليبرز ويشار إليه بالبنان. أو "ينحل" من كل رابط كما تصنع " الوجودية" فلا مقياس لشيء أو فكرة أو سلوك أو عمل إلا ما يراه هو أنه صواب، وليتفكك المجتمع وليتناثر فليس له في حسه وجود! وفوق كل شيء يتبجح بمعصية الله.. أو بإنكار الله، ليقال عنه إنه جريء! حر الفكر! مقدام!
ألوان من الانحراف لا تصدر عن فطرة سليمة! فالفطرة السليمة تثبت وجودها وتحقق ذاتيتها في عمل الخير. وإنه لقمم عالية من فوقها قمم، لا يرقاها إلا "الإيجابيون" حقًّا، المالكون لنفوسهم، الموجهون لها، الداعون الناس إلى ما فيه الخير، القائدون لهم في سبيل الفلاح، {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [1].
والإسلام يتناول هاتين الطاقتين فيضع كلًّا منهما في مكانها الصحيح. وفي التو تنطلق النفس صحيحة البنيان قوية الكيان. كما تدور الساعة في اللحظة التي يتم فيها وضع المسامير و"التروس"، في مكانها الصحيح.
يجعل الإسلام سلبية كاملة إزاء الله.
وإيجابية كاملة إزاء كل قوى الكون.
وبذلك تصلح النفس وتستقيم الحياة.
سلبية كاملة إزاء الله.. فالله هو الخالق، والله هو المدبر، والله هو مالك الملك ومصرف كل أمر. هو الذي يحيي ويميت ويبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر. وهو القاهر فوق عباده. وهو الفعال لما يريد. وهو الذي يملك حقًّا أن ينفذ ما يريد، حيث لا يملك أحد غيره من البشر لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا.. فضلًا عن أن يملكوا للآخرين.
إنها حقيقة.. حقيقة "علمية"! الله وحده هو المالك لما يريد.
ومن ثم فموقف الإنسان من الله هو التسليم الكامل المطلق بلا مراجعة ولا

[1] سورة الفرقان 74.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست