responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 157
كَيْفَ نُصِبَتْ، وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [1] {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} [2] {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} [3].
ويوجه الأذن للسمع: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِه} [4]. {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ} [5] {بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} [6].
والذوق: {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} [7]. {نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} [8].
وهكذا ينبه كل حاسة من حواس الجسم ويعطيها عملها سواء في تدبير المعاش، واستخراج الطاقة المادية واستغلالها لصالح الإنسان، أو في الاطلاع على آيات الله في الكون وتدبر قدرته المعجزة في الخليقة. ولا يزعم أي مذهب "مادي" أنه يستطيع أن يستغل الحواس، وما تدركه الحواس، أكثر مما يفعل الإنسان!
ولكن الغرب المادي وقف عند هذه الحقيقة القريبة، وأنكر ما لا تدركه الحواس! أنكر "الروح" لأنه لا يراها ولا يسمعها ولا يذوقها ولا يلمسها! وأنكر الله! فالله: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} [9]، ولا تدركه بقية الحواس. ومن ثم فهو في حساب الغرب المادي غير موجود. أو هو -من باب الذكرى! - موجود ولكن على هامش الحياة وهامش الوجدان! سبحانه وتعالى عما يصفون. {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} .
إنها النكسة الزرية التي تعانيها الجاهلية اليوم بأبشع مما كانت تعانيها بالأمس.
فربما كانت للجاهلية القديمة أعذار من الجهل والتأخر واستغلاق العقول. أما الجاهلية الجديدة فهي تزعم أنها "تعلم": {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [10].

[1] سورة الغاشية 17-20.
[2] سورة النور 43.
[3] سورة الأنعام 99.
[4] سورة الرعد 13.
[5] سورة البقرة 19.
[6] سورة الحاقة 6.
[7] سورة الرعد 4.
[8] سورة النحل 66.
[9] سورة الأنعام 103.
[10] سورة الروم 7.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست