responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 136
{وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [1].
{وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [2]. إلخ ... إلخ ...
إنه يوجه القلب البشري -مع الاستمتاع بطيبات الأرض وتعميرها والمشي في مناكبها ابتغاء الرزق- ألا تفتنه هذه المتع الأرضية ولا تستغرق كيانه. ويوجهه أن يرجو -في الدنيا والآخرة- وجه الله، ويتطلع إلى مثوبته ورضاه.
وكان عذاب الآخرة أوسع أبواب التخويف، فكذلك نعيم الآخرة أوسع أبواب الرجاء.
وما قيل عن العذاب هناك يقال هنا عن النعيم.
إن المتبادر إلى الذهن أن النعيم الحسي هو صورة الجنة الأخروية التي وعد الله بها المتقين:
{عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ، مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ، بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ، لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ، وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ، وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ، وَحُورٌ عِينٌ، كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ، جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [3].
ولكن على الرغم من تكرار الوصف الحسي في مشاهد النعيم، فإنه يندر أن يجيء وحده، ويغلب أن يمتزج النعيم الحسي بالنعيم المعنوي في كل مشهد. فحتى الآيات السابقة، وهي أشد مشاهد النعيم حسية في القرآن كله تقريبًا، يجيء بعدها: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا، إِلَّا قِيلًا سَلامًا سَلامًا} . فينتهي النعيم الحسي بذلك الجو المطهر الذي لا لغو فيه ولا تأثيم، والذي يشمل النفوس فيه سلام يتردد صداه في جنبات الجنان.
وثمت كثير من ألوان النعيم المعنوي تجيء متناثرة في سور القرآن، إما وحدها وإما ممتزجة بالنعيم الحسي كما رأينا في المثال السابق.
{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ، وَهُدُوا إِلَى

[1] سورة العنكبوت 64.
[2] سورة الزخرف 35.
[3] سورة الواقعة 15-24.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست