اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 137
الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [1].
{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ، عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ، تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [2].
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ، لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ، فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ، لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً، فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ، فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ، وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} [3].
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ، ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} [4].
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي} [5].
وفي هذا المثال الأخير يتبدى النعيم الروحي الخالص الذي لا تشوبه شائبة من متاع حسي. إنه الطمأنينة والرضا في رحاب الله. والله ينادي هذه {النَّفْسُ} فيقول لها ارجعي إلى {رَبِّكِ} راضية مرضية، ثم يحيطها برعايته العلوية الشفيفة فيقول لها ادخلي {فِي عِبَادِي} {وَادْخُلِي جَنَّتِي} بما في الإضافة إليه سبحانه من تقريب وتكريم.
وشبيه بذلك: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [سورة مريم: 96] .
فهنا يرتفع النعيم ويلطف ويشف حتى يصبح {وُدًّا} من الله لعباده.
وذلك أروع المتاع.
إن الناس كما قلنا صنوف شتى، ومستويات شتى. فيهم من يأخذ الحياة حسًّا، ومن يأخذها معنى. وكل بشر إلى جانب ذلك تعتوره هذه الحالة وتلك، أو يمزج بينهما في اللحظة الواحدة. ومن ثم جاء التوقيع القرآني أنغامًا شتى على ذلك الوتر الواحد، تشمل الحسيات والمعنويات جميعًا. كما أن وصف القرآن للنعيم الحسي يعطيه طعمًا خاصًّا حبيبًا حتى للذين لا يحفلون كثيرًا بعالم الحس! [1] سورة الحج 23-24. [2] سورة المطففين 22-24. [3] سورة الغاشية 8-16. [4] سورة عبس 38-39. [5] سورة الفجر 27-30.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 137