اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 135
والرجاء كذلك. يستخدم الإسلام معه المنهج ذاته ليصل إلى التقويم المرغوب.
يبدأ أولًا بتحويل الرجاء عن الآمال الكاذبة والقيم الزائفة، ليوجهه بعد ذلك إلى القيم الحقيقية وإلى الطريق الصحيح.
يرجو البشر كثيرًا من ألوان النعيم في الأرض. المال والبنين. والشهوات. والجاه والعزة والسلطان والقوة.. إلى آخر أنواع المتاع الجسدي والنفسي, والإسلام -كما قلنا في الفصل السابق- لا يحرم المتاع النظيف ولا يدعو لى الرهبنة والانصراف عن شئون الأرض، بل يدعو إلى ذلك المتاع دعوة صريحة ويستنكر تحريمه: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [1]. ولكنه مع ذلك لا يحب للناس أن يوغلوا في طريق الشهوات فتفتنهم عن القيم الحقيقية الباقية الخالدة حين يزول متاع الأرض القريب. ومن هنا يكرر في مواضع كثيرة أنه لا يحرم طيبات الأرض ولا يستنكرها، ولكن "الباقيات الصالحات خير وأبقى".
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ، قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [2].
{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [3].
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [4].
{قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} [5]. [1] سورة الأعراف 32. [2] سورة آل عمران 14-15. [3] سورة الكهف 46. [4] سورة الكهف 28. [5] سورة النساء 77.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 135