responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 134
وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [1].
فالهول هنا كله نفسي بحت، تتذاوب تحته النفس وتنسحق سحقًا دون ذكر لعذاب الأجسام.
وكذلك:
{يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ، خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [2].
{هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ، وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ، وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [3].
فالخزي المعنوي هنا هو العذاب.
وكذلك يرتفع العذاب في بعض المواضع إلى قمة المعنويات حيث يقول تعالى: {وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ} [سورة البقرة: 174] .
أو يقول: {وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ} [سورة آل عمران: 77] .
وهكذا يشمل جميع الدرجات وجميع المستويات!
إن الناس ليسوا كلهم سواسية في تركيبهم النفسي. منهم الحسيون الذين يأخذون الحياة عن طريق الحس والحواس. وهؤلاء هم أغلبية البشرية! ومنهم قلة ترتفع عن ذلك المستوى. فتهمها المواقف النفسية والحالات المعنوية وتؤثر فيها. بل الشخص الواحد يكون حسيًّا تارة ومعنويًّا تارة أخرى حسب تقلبات مزاجه وتقلبات ظروفه. ومن ثم يوقع الإسلام على وتر الخوف جميع الأنغام وجميع المستويات، ليشمل الناس كلهم من جهة، ويشمل كل واحد في جميع حالاته من جهة أخرى، ولا يدع فرصة واحدة تفلت ولا شخصًا واحدًا لا يوقع على أوتار نفسه بالنغم الذي يناسبه وبالقدر الذي يطيق!

[1] سورة الحج 1-2.
[2] سورة المعارج 43-44.
[3] سورة المرسلات 35-37.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست