responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 133
ولكن الحق أن أدوات التخويف شتى، وأنغامه متعددة.
فهو تارة يمزج العذاب الحسي بالعذاب المعنوي مع تغليب الحسي:
{فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ، يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ، وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ، كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [1].
فهنا وصف مفزع لشدة العذاب، حسي كله إلا في كلمة {غَمٍّ} فهي هنا تلقي ظلال العذاب النفسي بجانب العذاب الجسدي الفظيع.
وتارة يمزج الحسي بالمعنوي على سواء:
{فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ} [2].
فهنا يجعل الخزي في الدنيا، وهو مما يخافه القلب البشري، لونًا معجلًا من العذاب يضاف إلى عذاب يوم القيامة. والخزي هنا من الله. ومن ثم فهو مخوف حقًّا ومرعب حقًّا. لأنه خزي من السلطة الحقيقية التي تملك أن تخذل وتخزي. ثم هو خزي لا راد له لأنه من عند الله.
وتارة يغلب العذاب المعنوي:
{نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ، الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} [3].
فليس الوجه البارز للنار هنا هو هذابها الحسي، وإنما هو اطلاعها على الأفئدة، وما يحدثه ذلك من رهبة في القلب، حين تفتح النار عيونها. وترسلها من خلال النفس لتطلع على الأسرار!
وتارة هو عذاب معنوي خالص:
{يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [4].
{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [5].
{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ

[1] سورة الحج 19-22.
[2] سورة البقرة 85.
[3] سورة الهمزة 6-7.
[4] سورة الانفطار 19.
[5] سورة عبس 34-37.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست