responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 120
الطفل، ولا إنضاجه على شؤبوب من النار! وإنما وسيلته هي الحب! الحب المتمثل في الأسرة، والذي يربط الأم والأب والأطفال. ويجعل التوجيه نصيحة لينة رفيقة حازمة في ذات الوقت، تنفذ إلى القلب وتستقر في الأعماق. والعقوبة ليست هي أول الطريق! إنما هي وسيلة احتياطية حتى لا تنفع القدوة ولا تنفع النصيحة ولا ينفع الغرس عن طريق الحب والمودة القائمة بين الآباء والأبناء.
يقول الرسول الكريم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين, واضربوهم عليها وهم أبناء عشر".[1] هكذا لا يبدأ التعليم بالعصا، ولا تبدأ التربية بالعقوبة، وإنما هناك فسحة طويلة مديدة لغرس هذه العادة الحميدة، عادة الصلاة. فسحة يعمل فيها الحب، وتعمل فيها القدوة، وتعمل فيها النصيحة، وتعمل فيها الكلمة الرفيقة الحازمة في آن. فإذا لم يفلح هذا كله فلا بأس حينئذ في شيء من الشدة يقوم الكيان، ولكنها ليست الشدة التي تفسد الكيان. وقد ربى الرسول الكريم بناته وأبناء بناته لم يضرب أحدًا منهم قط! ولا أحتاج في تربيتهم لغير الحب الحازم والقدوة والتوجيه. والرسول هو قدوة المسلمين يأخذون عنه في كل أمور الحياة.
والصلاة من "الضوابط" التي تعود النفس على أداء عمل معين في وقت معين. وتلك إحدى وسائل الضبط. كما أنها تعود النفس على التزام الجد فترة من الوقت. وتلك أيضًا إحدى وسائل الضبط. فوق ما ينبغي لها من خشوع وتطهر وتنظف ورعاية. وكلها ضوابط تعود النفس من الداخل على ضبط الشهوات.
والصيام -بصفة خاصة من بين العبادات- عملية ضبط قوية فعالة، تتمثل فيها بشكل بارز إحدى وسائل الإسلام في التربية عن طريق الضبط. ففي الصيام يمتنع الإنسان -مختارًا- عن كثير من لذائذه المباحة، ويتعود -في إصرار وقوة- أن يرتفع على الرغبة، ويحقق كيانه بذلك الارتفاع.
وكل عبادة هي في الحقيقة ضبط لشهوة من الشهوات، وتعويد للنفس أن تضبط مشاعرها وتضبط سلوكها، "وتختار" طريقها بين مختلف الطرق. تختار طريق الحق والإحسان والإخلاص.

[1] أخرجه أبو داود.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست