responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 106
إياه مرة وسبقه إياها مرة. وسباقه بناقته القصواء. وكذلك السعي والهرولة في شعائر الحج. كلها تدريب لعضلات الجسم ووشائجه لتربية القوة فيه والسلامة والتمكن.
ولكننا في مجال الحديث عن التربية الإسلامية، لن نقف عند حدود الجسم بمعناه الفسيولوجي البحت -وإن كان لذلك المعنى أهميته في نظر الإسلام ونصيبه من عنايته- وإنما نتحدث كذلك عن الطاقة الحيوية المنبثقة من الجسم والمتمثلة في مشاعر النفس، التي ذكرناها في مقدمة هذا الفصل، والتي يخصها الإسلام بجهد فائق من التربية والتدريب.
هذه الطاقة يعترف بها الإسلام اعترافًا كاملًا صريحًا قويًّا.. لا يعترف بها خلسة وفي الظلمة، بل يعترف بها جهرة، ويسلط عليها الأضواء.
ولكنه "يربيها" كما يربي طاقة العقل وطاقة الروح. يربيها لا بالقمع ولا بالكبت، ولكن بالتنظيف والتهذيب.
إنه لا يستقذر الطاقة الحيوية في ذاتها، ولا يحتقرها ولا ينفر منها. لا يقول إنها -في ذاتها- دنس ينبغي التطهر منه، ورجس ينبغي اجتنابه. بل يعترف بها في صراحة كاملة، ويزيد على ذلك فيدعو إلى الاستمتاع بالطيبات منها والإقبال عليها: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [1]. {كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ} [2] {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [3]. {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [4] {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [5].
بل يزيد الرسول الكريم فيجعل عليها أجرًا! قال: "وفي بضع أحدكم صدقة"! قالوا: يا رسول الله إن أحدنا ليأتي شهوته ثم يكون له عليها أجر؟! قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ " قالوا: نعم. قال: "فإذا وضعها في حلال فله عليه أجر" [6].

[1] سورة الأعراف 32.
[2] سورة سبأ 15.
[3] سورة الكهف 7.
[4] سورة الأعراف 31.
[5] سورة البقرة 223.
[6] رواه مسلم.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست