responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 101
"وتظل "المعركة" هكذا دائرة: كل فتح جديد من فتوحات العلم يخفض الإله ويرفع الإنسان، حتى تأتي اللحظة المرقوبة التي يتحلب لها ريق الغرب ويتلهف إليها. اللحظة التي "يخلق" فيها الإنسان الحياة، ويصبح هو الله"[1].
هذه واحدة.
وفي أوربا التي يسيطر عليها العلم المنقطع عن الله، والمادة المنقطعة عن الروح، أحدث التقدم المادي الضخم انقلابًا خطرًا في كيان الإنسان. انقلابًا أدى به إلى أن يكون آله حيوانية تعمل كآلالات.
"وقد كانت "الآلة" -في فترة طويلة من تاريخ البشرية- مصدر قوة سيكلوجية للإنسان.
"كان هناك عامل مهم في الموضوع. كان الإنسان هو الذي يدير الآلة! كان يشعر أنه هو القوة الموجهة، وأن الآلة خاضعة لإشرافه وتوجيهه. ومن ثم فهو المسيطر، وهو صاحب السلطان.
"ولكن الآلة تطورت بعد ذلك".
"لم تعد آلة يدوية، يديرها الإنسان بيده، ويشعر بالسلطان عليها، إن شاء وقفها، وإن شاء أطلق لها العنان".
"لقد تضخمت حجمًا حتى صار الإنسان بجوارها جرمًا صغيرًا لا يكاد يبين".
"وصارت لها قوة ذاتية تتحرك بها من الداخل. ولا يملك وقفها بطريقة مباشرة حين يريد".
"وتغير موقفه منها تغيرًا كاملًا داخل المصنع".
"فبعد أن كان العامل أو الصانع يصنع العمل كله بيده، أو بالإشراف على آلته وتوجيهها، صار العامل قطعة صغيرة من مجموع العمل. وصارت الآلة المعقدة تقوم بأجزاء كثيرة متعاقبة. ولم يبق للعامل إلا أن يقوم بدق مسمار أو ربطه، أو تقديم مادة خامة للآلة الضخمة التي تبتلعها في طرفة عين وتطلب المزيد.

[1] من كتاب "قبسات من الرسول" فصل "طلب العلم فريضة".
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست