اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور الجزء : 1 صفحة : 87
يعبر عنها تارة بالإلهام: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس، 7، 8] ويعبر عنها تارة أخرى بالهداية: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10] ، وما الرسالات والعوامل الخارجية إلا إيقاظ وشحذ وتوجيه لهذه القدرة الكامنة.
إن هذه القدرة الواعية الكامنة في كيان الإنسان وفي صميمه، والقادرة على التمييز والتوجيه الحر، هي التي يناط بها التبعة والمسئولية، فمن استخدمها في تزكية نفسه، فقد أفلح، ومن خبأها وأضعفها، فقد خاب، فهي حرية تقابلها تبعة، وقدرة يقابلها تكليف، ومنحة يقابلها واجب[1]. [1] سيد قطب: في ظلال القرآن، ط10، دار الشروق، 1403هـ-1983، ص3917-3918. دافع السلوك
... دوافع السلوك:
السلوك الإنساني ذهنيا كان أو معرفيا أو وجدانيا أو حركيا، لا بد له من دوافع تحركه نحو غايات يحققها، فدوافع السلوك هي كل ما يدفع إلى السلوك من أجل تحقيق هدف أو أهداف معينة.
نظرية الغرائز:
يرى مكدوجل أن جميع الدوافع التي تثير نشاط الفرد يمكن أن ترد إلى دوافع أساسية نهائية هي الغرائز. فالغرائز هي المحركات الأولى لكل نشاط حركي أو عقلي أو وجداني، فردى أو جماعي، وهي لا تزود الإنسان بالقوة الدافعة فقط، بل تحدد غايات سلوكه أيضا.
والغريزة كما يعرفها هي استعداد فطري نفسي جسمي يدفع الفرد إلى أن يدرك ويتنبه إلى أشياء من نوع معين، وأن يشعر بانفعال خاص عند إدراك هذه الأشياء، وأن يسلك نحوها مسلكا خاصا، إذن فلكل غريزة مثير ينشطها، وانفعال يصاحبها، وسلوك يصدر عنها.
ويشترك الإنسان مع الثدييات العليا في مجموعة من الغرائز كالتماس الطعام، والراحة، والتنفس، والجنس، والإخراج، والوالدية، والاستطلاع، والاجتماع والسيطرة، والمقاتلة.. إلخ.
والغرائز عامة يشترك فيها الناس جميعا، في كل سلالة، وفي كل حضارة، وفي كل عصر، وهي دوافع فطرية لا تكتسب ولا يمكن استئصالها أو القضاء عليها.
وتتعدل الغرائز عند الإنسان، فتشتق منها العواطف والعادات والميول والحاجات الفرعية المختلفة، فهي ليست المحركات الوحيدة للسلوك، لكنها المحركات الأساسية الأولى.
اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور الجزء : 1 صفحة : 87