responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور    الجزء : 1  صفحة : 88
إن ارتقاء الحيوان وزيادة ذكائه نتيجة للنمو والتدريب لا يؤدي إلى ضمور الغرائز أو زوالها، بل إلى زيادة قدرة الحيوان على التحكم فيها.
المدرسة السلوكية:
إن مدرسة الغرائز فرع "مكدوجل" خاصة هي أقرب مدارس النفس إلى علم النفس الإسلامي بسبب تأكيدها على أن الغرائز هي دوافع فطرية موروثة لا تكتسب، ولا يمكن استئصالها أو القضاء عليها، وهي لهذا السبب قد تعرضت لهجوم شرس من المدرسة السلوكية, أدى إلى اختفائها تقريبا من كتب علم النفس الغربي.
وهجوم المدرسة السلوكية على نظرية الغرائز لا يقوم على أساس أن هناك حقائق علمية موضوعية تصادم هذه النظرية، بل يقوم على أساس أن المدرسة السلوكية لا تؤمن بالفطرة، ولا تؤمن بالسجايا التي فطر الله الناس عليها، بل تؤمن بأن البيئة هي التي تصنع الإنسان، وهي التي تكسبه دوافع وميوله وشخصيته، فالنقد قائم إذن على أساس اعتقاد معين, وليس على أساس حقائق قررها العلم، وهذا الاعتقاد يقوم أساسا على إنكار أن الله خلق كل إنسان بقدرات واستعدادات كامنة فيه تجعله يختلف عن غيره، وأن لكل إنسان كماله الخاص به، الذي وهبه الله له.
إذن فالمدرسة السلوكية تنطلق من إنكار الخلق والفطرة التي فطر الله الناس عليها، وذلك لحساب البيئة والمجتمع، وسيادة هذه المدرسة في ميدان علم النفس الغربي لا يرجع إلى تفوقها العلمي, وإنما يرجع إلى التفوق الأمريكي والروسي، وإلى الإمكانيات الهائلة التي وضعت في خدمة هذه المدرسة من أجل تحقيق السيطرة على العالم.
إن المدرسة السلوكية تنكر كل دوافع خارج حدود البيئة والمجتمع، وبذلك تنكر وجود قوى داخلية في النفس التي هي -كما سبق أن قلنا- جماع شخصية الإنسان بروحه وجسمه، وبذلك تنكر الإيمان بالله كدافع للسلوك، وكذلك كل ما هو غيبي، كالجن، والملائكة، والنفس الأمارة، والنفس اللوامة، والضمير الإنساني، والإرادة.
وتتبنى المدرسة السلوكية بدلا من الغرائز ما يسمى بالحوافز، فالحافظ هو نمط من الاستثارة الملحة تنتج عن حاجة في الجسم أو في الأنسجة.. وكل الحوافز تنشأ من ظروف جسمية فسيولوجية مثل الجوع والعطش وغيرها، ترى ما هي الحاجة الملحة التي تدفع لصا ليس جائعا إلى السرقة؟ والحافظ الجسمي الذي يدفع الأمريكي الأبيض إلى قتل الأسود وسرقته؟ وما المثير البدني الذي دفع الروس إلى

اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست