اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور الجزء : 1 صفحة : 162
بعثات من طلابنا يتلقون عنهم علوم الإسلام، ويتخرجون في جامعاتهم، ثم يعودون إلينا مدخولي العقل والضمير!
إن هذا القرآن قرآننا. قرآن الأمة الإسلامية. وهو كتابها الخالد الذي يخاطبها فيه ربها بما تعلمه وما تحذره: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9] .. {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153] .
والخلاصة: منهج التربية يجب أن يعتمد أساسا على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وهو عندما يتعرض للاجتهادات الفقهية القديمة، لا يتحرج من وزنها على أساس موضوعي، فيقبل ما يراه مناسبا للاسترشاد به، ويدع ما لا يتناسب مع معطيات الزمان، والمكان، وحاجات الناس، والتلقي في هذا المنهج لا يتم فيما يتصل بعلوم الشريعة، والفنون والآداب والتربية، وكل العلوم الإنسانية -لا يتم إلا على يد مسلم يوثق في علمه وتقواه. أما فيما يتصل بالعلوم البحتة فيجوز التلقي فيها على يد غير المسلمين عند الضرورة.
19- إدراك الطلاب الفرق بين الإسلام والتراث الإسلامي:
يجب أن تفرق مناهج التربية بين الإسلام من جانب، وبين التراث عموما، والتراث الإسلامي على وجه الخصوص، من جانب آخر.
فالتراث عموما، بجميع جوانبه وألوانه -من آداب وفنون وآثار تاريخية وجغرافية، اقتصادية وسياسية واجتماعية، مادية وفكرية، نظرية وعلمية- هو صناعة إنسانية، تاريخية ومتحفية.
والتراث الإسلامي هو كل ما تركه المسلمون من اجتهادات في الآداب، والفنون، والعلوم، والفقه، والتنظيمات والطرائق السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. إلخ. التي تتفق مع الإسلام نصا أو روحا، أو لا تختلف معه على الأقل.
والتراث في كلتا الحالتين السابقتين هو صناعة إنسانية تاريخية ومتحفية، نامية ومتطورة، والفرق بين التراث الإسلامي وغيره. هو أن التراث الإسلامي اجتهادات وابتكارات في جميع جوانب الحياة ووسائلها في ضوء التصور الإسلامي. فهو تراث على درجة عالية من الثبات في الاتجاه؛ فهو لا ينقل من النقيض إلى النقيض، بل يرتقي صعودا بالحياة الإنسانية وفق منهج الله. أما بالنسبة للتراث العام، فتراث كل أمة إنما ينمو ويتطور صعودا أو هبوطا -وقد ينتقل من النقيض
اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور الجزء : 1 صفحة : 162