اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 171
رأسا وهذا "شابمان بنشر" من علماء التشريح يقول: "إنه لا احتمال لتسلسل الإنسان من القردة كما نعرفها؛ لأن القردة منفردة بتركيب خاص يستحيل تشريحيا أن يتطور منه تركيب الإنسان"[2], وقال "هكسلي": "إنه لا ريب في أن الذين يعتقدون الارتقاء يجهلون أنه نتيجة مقدمات "مثل التولد الذاتي والتنازع للبقاء والانتخاب الطبيعي" لم يسلم بها, ومن المحقق عندي أنه لا بد من تغيير مذهب داروين [3], ولهذا قالوا: "إن مذهب داروين فرضي محض, ولو تمسك به بعض العلماء؛ لأن العقل وهو آلة التمييز لا يمكن أن يفهم شيئا متصلا وهو النشوء بواسطة شيء منفصل وهو الاختلاف بين الأنواع.. فإن كان معقول متميز وكل متميز محدود وكل محدود معدود منفصل، وإذا كان التباين جاء نتيجة التغير أو جاء بالانتخاب الطبيعي الذي يثبت به التغيرات المفيدة, لكن إذا كان الأمر كذلك فإنه لا توجد فائدة للحيوان في أولى درجات التغير التدريجي وكيف يثبت الانتخاب ويكون كإرادة عاقلة لها غاية"[4], ويقول الدكتور "جوستاف جوليه": "إن مذهب لامارك ومذهب داروين يستويان في القصور, فإنهما لا يفسران التحول من الحياة الهوائية, فكيف استطاع الحيوان الزاحف وهو سلف العصفور أن يناسب البيئة التي ليست له, ولا يمكن أن تكون له إلا بعد أن يتحول من قبل أن تكون له أجنحة نافعة، وكيف تصل الدودة شيئا فشيئا إلى إيجاد أجنحة لجسمها تصلح له حياة هوائية.
ثم يقول: "يكفي لإبطال النظريات الداروينية أن يتأمل الإنسان حشرة
1 الإنسان في القرآن للعقاد ص 224. [2] المرجع السابق للعقاد ص 93. [3] المصدر السابق للعقاد ص 124. [4] المحاضرة الخامسة عشرة من كتاب لويس ماسينيون السابق الذكر.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 171