اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 170
من عالم الواقع حيث يستطيع عن طريق الخيال أن يخلق عالما يجمع فيه بين الماضي والحاضر والمستقبل.
وكذلك التوقع وهو إدخال المستقبل في الحاضر وتكييف الحاضر بناء على التوقعات في المستقبل، ويدخل هنا الأهداف ووضعها, والعمل من أجل تحقيقها أو تكييف الحياة وفقا لها، ثم العمل بالمثل العليا والسمو بها على مستوى الحياة الغريزية, وكلها من مميزات الإنسان, إلى جانب هذا هناك مميزات هامة تجعل الإنسان مخلوقا مميزا من جميع الحيوانات، فمنها الحضارة ومنها السمو بالذات على الواقع وعلى ضرورات الحياة الغريزية وتوجيهها وفقا لأفكار تتجاوز حدود كينونته كمخلوق مادي أو حيواني، إنه صغير من حيث الحجم كالحيوان لكنه يتعالى على حجمه وعلى جميع الحيوانات ويعيش في عالم أوسع وأكبر من عالم الحيوانات؛ لأنه عالم بنفسه أوسع من العالم المحسوس أمام عينيه, ويبحث عن شيء وراء ذلك, يبحث عن موجود سبب لوجوده ولوجود عالمه, وأين نجد هذا التفكير الديني وهذا الشعور الديني لدى القرد؟!.
ومنها أيضا الروح والحياة التي يحياها كل إنسان عندما يعود إلى نفسه ويتأمل في نفسه وفي هذا الكون، فهو في هذه الحالة يشعر أنه يعيش في حياة فوق مستوى الحياة المادية، وهذا شاهد صدق على وجود الروح التي تميز الإنسان تماما عن الحيوان.
من أجل هذا كله فقد نقد كبار العلماء والمفكرين نظرية داروين وخاصة فيما يتعلق بتطور الإنسان عن الحيوان وهذا "والاس" من القائلين بالتطور يقرر أن الارتقاء بالانتخاب الطبيعي لا يصدق على الإنسان ولا بد من القول بخلقه
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 170