responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 172
الشرنقة فإنها ظهرت في أقدم عصور الحياة الأرضية, وثبتت أنواعها في جميع الأحوال, فهي تناقض ما ذهبوا إليه من التحولات المستمرة البطيئة, وتناقض التطور بفعل الفواعل الخارجية، فإنها تنقلب داخل الشرنقة من حال الدودية إلى حشرة طائرة ولا تأثير لشيء عليها من الخارج, كما أن الهوة عميقة بين الحال الأولى وهي الدودية, والحال الثانية وهي حال الحشرة"[1].
بعد هذا النقد لنظرية داروين التطورية في خلق الإنسان من زوايا مختلفة نستمر في مواصلة عرض الطبيعة البشرية في نظر الإسلام, وإتمام هذا العرض سوف يكون مزيدا من النقد لتصور تلك النظرية للطبيعة البشرية.
2- الطبائع الدفينة والمركبة في الطبيعة الإنسانية.
شرحنا نظرية خلق الإنسان في الإسلام من مبدأ خلق الإنسان الأول وزوجه, وكيف خلق الناس منهما وتكاثروا فيما بعد، ثم أهم الحقائق التي دخلت في تركيب الإنسان, ويمكن تلخيصها في تكوينين رئيسيين: الأول تكوين أرضي مادي ويتمثل في التراب والماء أو ما يتركب منهما, وهو الطين وقد نتج عن ذلك التكوين البيولوجي للإنسان, وظهرت منه الحاجات المادية الأولية والصفات التابعة لها كما سيأتي تفصيل ذلك في موضعه.
والثاني تكوين سماوي روحي ويتمثل في التكوين السيكولوجي أو الجانب المعنوي للإنسان، ونتج عن هذا التكوين دوافع وصفات معينة خاصة بالطبيعة الإنسانية, وقبل بيان تلك الدوافع والصفات أرى ضرورة تحليل تكوين هذا الجانب المعنوي في الإنسان.

[1] فصل المقال في فلسفة النشوء والارتقاء ص 45.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست