responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 97
اجتمعت له من المآكل الردية أخلاط[1] مجة[2]، فبقي اليوم واليومين والثلاثة لا يأكل، وهو يظن ذلك من أمداد اللطف، وإذا به من سوء الهضم!
وفيهم من ترقى به الخلط إلى رؤية الأشباح، فيظنها الملائكة!!
251- فاللهَ اللهَ في العلم! واللهَ اللهَ في العقل! فإن نور العقل لا ينبغي أن يتعرض لإطفائه، والعلم لا يجوز الميل إلى تنقيصه، فإذا حفظا، حفظا وظائف الزمان، ودفعا ما يؤذي، وجلبا ما يصلح، وصارت القوانين مستقيمة في المطعم والمشرب والمخالطة.
252- فقالت لي النفس: فوظف لي وظيفة، واحسبني مريضًا قد كتبت له شربة. فقلت لها: قد دللتك على العلم، وهو طبيب ملازم، يصف كل لحظة لكل داء يعرض دواء يلائم.
253- وفي الجملة: ينبغي لك ملازمة تقوى الله عز وجل في المنطق والنظر وجميع الجوارح، وتحقق الحلال في المطعم، وإيداع كل لحظة ما يصلح لها من الخير، ومناهبة الزمان[3] في الأفضل، ومجانبة ما يؤدي إلى ما يؤدي من نقص ربح، أو وقوع خسران! ولا تعملي عملًا إلا بعد تقديم النية.
وتأهبي لمزعج الموت، فكان قد[4]، وما عندك من مجيئة في أي وقت يكون! الصواب، لا على مقتضى الهوى، فإن إصلاح البدن سبب لإصلاح الدين!
ودعي الرعونة التي يدل عليها الجهل لا العلم، من قول النفس: فلان يأكل الخل والبقل! وفلان لا ينام الليل!
فاحملي ما تطيقين وما قد علمت قوة البدن عليه، فإن البهيمة إذا أقبلت إلى نهر أو ساقية، فضربت لتقفز، لم تفعل حى تزن نفسها، فإن علمت فيها قوة

[1] قال الأطباء الأقدمون: إن الجسم مركب من أربعة أخلاط بها قوامه، ومنها صلاحه وفساده وهي: الصفراء والدم والبلغم والسوداء.
[2] المجة: التي ترفضها النفس ولا تقبلها عادة.
[3] مناهبة الزمان: اغتنام الوقت.
[4] فكأن قد: كأن قد جاء الموت.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست