responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 494
1650- ورأى كسرى يومًا كيف يسلخ الحيوان ويطبخ، فتقلبت نفسه، ونفى اللحم[1]، فذكر ذلك لوزيره، فقال: أيها الملك! الطبيخ على المائدة، والمرأة في الفراش. ومعناه: لا تفتش عن ذلك.
1651- قالت عائشة رضي الله عنها: "ما رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا رآه مني، قام ليلةً عريانًا، فما رأيت جسمه قبلها"[2].
وهذا الحزم، وبذلك لا يعيب الرجل المرأة؛ لأنه لم ير عيوبها.
وليكن للمرأة فراش، وله فراش، فلا يجتمعان إلا في حال الكمال.
ومن الناس من يستهين بهذه الأشياء؛ فيرى المرأة متبذلة، تقول: هذا أبو أولادي! ويتبذل هو! فيرى كل واحد من الآخر ما لا يشتهي، فينفر القلب، وتبقى المعاشرة بغير محبة، وهذا فصل ينبغي تأمله، والعمل به، فإنه أصل عظيم.

[1] أي: تجنبه.
[2] رواه الترمذي "2732" وفي سنده: إبراهيم بن يحيى وأبوه يحيى بن محمد ضعيفان ومحمد بن إسحاق مدلس. "ضعيف".
370- فصل: فضل القناعة
1652- لا عيش في الدنيا إلا للقنوع باليسير؛ فإنه كلما زاد الحرص على فضول العيش، زاد الهم، وتشتت القلب، واستعبد العبد.
وأما القنوع، فلا يحتاج إلى مخالطة من فوقه، ولا يبالي بمن هو مثله؛ إذ عنده ما عنده.
1653- وإن أقوامًا لم يقنعوا، وطلبوا لذيذ العيش، فأزروا بدينهم، وذلوا لغيرهم، وخصوصًا أرباب العلم؛ فإنهم ترددوا إلى الأمراء فاستعبدوهم، ورأوا المنكرات، فلم يقدروا على إنكارها، وربما مدحوا الظالم اتقاء لشره؛ فالذي نالهم من الذل وقلة الدين أضعاف ما نالوا من الدنيا.
1654- ومن أقبح الناس حالًا من تعرض للقضاء والشهادة. ولقد كانتا
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 494
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست