responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 480
في البداية من ماءٍ وطينٍ، وفي الثاني من ماءٍ مهينٍ، ثم تحملون الأنجاس على الدوام، ولو حبس عنكم الهواء، لصرتم جيفًا، ولو أليق....[1] منكم أهلككم، وكم من رأي يراه حازمكم؛ فإذا عرضه على غيره، تبين له قبح رأيه.
ثم المعاصي منكم زائدة في الحد، فما فيكم إلا الاعتراض على المالك الحكيم؟! ولو لم يكن في هذه البلاوي[2] إلا أن يراد منا التسليم؛ لكفى.
1584- ولو أنه أنشأ الخلق ليدلو على وجوده. ثم أهلكهم، ولم يعدهم، كان ذلك له؛ لأنه مالك؛ لكنه بفضله وعد بالإعادة والجزاء والبقاء الدائم في النعيم. فمتى ما جرى أمر لا تعرف علته، فانسب ذلك إلى قصور علمك، وقد ترى مقتولًا ظلمًا، وكم قد قتل وظلم، حتى قوبل ببعضه. وقل أن يجري لأحد آفة إلا ويتسحقها، غير أن تلك الآفات المجازى بها غائبة عنا، ورأينا الجزاء وحده.
فسلم تسلم، واحذر كلة اعتراض أو إضمار، فربما أخرجتك من دائرة الإسلام.

[1] في حاشية الأصل: كذلك أيضًا.
[2] البلايا.
359- فصل: أحوال الناس في العيد تشبه أحوالهم يوم القيامة
1585- رأيت الناس يوم العيد، فشبهت الحال بالقيامة: فإنهم لما انتبهوا من نومهم، خرجوا إلى عيدهم كخروج الموتى من قبورهم إلى حشرهم.
1586- فمنهم من زينته الغاية، ومركبة النهاية[1]، ومنهم المتوسط، ومنهم المرذول، وعلى هذا أحوال الناس يوم القيامة: قال تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} ، أي: ركبانًا: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم] ، أي: عطاشًا، وقال عليه الصلاة والسلام: "يحشرون ركبانًا ومشاة وعلى وجوههم" [2]، ومن الناس من يداس في زحمة العيد، وكذلك الظلمة، يطؤهم الناس بأقدامهم في القيامة.

[1] أي: هو في غاية الزينة، ومركبة في غاية الفراهة.
[2] رواه الترمذي "2424"، وأحمد "5/ 3و5"، والحاكم "4/ 564"، وصححه ووافقه الذهبي.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 480
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست