اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 472
جبريل التاج عن رأسه، وحل ميكائيل الإكليل عن جبينه، وجذب بناصيته، فأهبط. فبكى آدم ثلاث مائة عام على جبل الهند، تجري دموعه في أودية جبالها؛ فنبتت بتلك المدامع أشجار طيبكم هذا[1].
1555- وكذلك داود عليه السلام، نظر نظرة، فأوجبت عتابه، وبكاءه الدائم، حتى نبت العشب من دموعه.
1556- وأما سليمان عليه السلام؛ فإن قومًا اختصموا إليه، فكان هواه مع أحد الخصمين، فعوقب، وتغير في أعين الناس، وكان يقول: أطعموني فلا يطعم!.
1557- وأما يعقوب عليه السلام؛ فإنه يقال: إنه ذبح عجلًا بين يدي أمه، فعوقب بفراق يوسف.
1558- وأما يوسف عليه السلام، فأخذ بالهم، وكل واحد من إخوته ولد له اثنا عشر ولدًا، ونقص هو ولدًا لتلك الهمة.
1559- وأما أيوب عليه السلام؛ فإنه قصر في الإنكار على ملك ظالم لأجل خيل كانت في ناحيته، فابتلي.
1560- وأما يونس عليه السلام، فخرج عن قومه بغير إذن، فالتقمه الحوت.
1561- وأوحى الله عز وجل إلى أرميا: إن قومك تركوا الأمر، الذي أكرمت به آباءهم، وعزتي، لأهيجن عليهم جنودًا لا يرحمون بكاءهم. فقال: يارب! هم ولد خليلك إبراهيم، وأُمَّة صفيِّك موسى، وقوم نبيك داود. فأوحى الله تعالى إليه: إنما أكرمت إبراهيم وموسى وداود بطاعتي، ولو عصوني، لأنزلتهم منازل العاصين[2].
1562- ونظر بعض العباد[3] شخصًا مستحسنًا، فقال له شيخه: ما هذا النظر؟! ستجد غبة[4]. فنسي القرآن بعد أربعين سنةً. [1] هذا خبر يروى للتفكه أو للتحميض كما يسميها السلف. [2] هذه الأخبار عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الإسرائيليات، يرويها من يرويها للاستكثار من الرواية واستمالة قلوب العامة، ولا حظ لها من الصحة. [3] قلت: هو ابن الجلاء، وقد سبق الخبر في عدة فصول، منها "18". [4] غبه: عاقبته.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 472