اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 471
هذا قوله! وكم قد قتل من لا يحل قتله، منهم سعيد بن جبيرٍ1
1550- وقد أخبرنا عبد الوهاب، وابن ناصر الحافظ، قالا: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، قال: أخبرنا الحسين بن محمد النصيبي، قال: أخبرنا إسماعيل بن سعيد، قال: حدثنا أبو بكر بن الأنباري، قال: حدثنا أبو عيسى الختلي، قال: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا الأصمعي، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عباد بن كثير، عن قحذم، قال: وجد في سجن الحجاج ثلاثة وثلاثون ألفًا، ما يجب على واحد منهم قطع، ولا قتل، ولا صلب.
1551- قلت: وعموم السلاطين يقتلون ويقطعون، ظنًّا منهم جواز ذلك! ولو سألوا العلماء؛ بينوا لهم.
1552- وعموم العوام يبارزون بالذنوب اعتمادًا على العفو، وينسون العقاب! ومنهم من يعتمد أني من أهل السنة، أو أن لي حسنات قد تنفع، وكل هذا لقوة الجهل. فينبغي للإنسان أن يبالغ في معرفة الدليل، ولا يساكن شبهته، ولا يثق بعلم نفسه. فنسأل الله السلامة من جميع الآفات.
1 سيد التابعين، حبشي "45-95هـ" من تلامذة ابن عباس رضي الله عنهما قتله الحجاج ظلمًا.
354- فصل ينبغي تأمله: الجزاء بالمرصاد
1553- اعلم أن الجزاء بالمرصاد: إن كانت حسنة، أو كانت سيئة. ومن الاغترار أن يظن المذنب إذا لم ير عقوبة أنه قد سومح، وربما جاءت العقوبة بعد مدة، وقل من فعل ذنبًا إلا وقوبل عليه، قال عز وجل: {من يعمل سوءًا يجز به} [النساء: 123] .
1554- هذا آدم عليه السلام أكل لقمة، فقد عرفتم ما جرى عليه. قال وهب بن منبه: أوحى الله تعالى إليه: ألم أصطنعك لنفسي، وأحللتك داري، وأسجدت لك ملائكتي؟! فعصيت أمري، ونسيت عهدي!! وعزتي، لو ملأت الأرض كلها[1] مثلك يعبدون، ويسبحون في الليل والنهار، ثم عصوني؛ لأنزلتهم منازل العاصين. فنزع [1] في الأصل: كلهم، وهو تصحيف.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 471