اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 460
343- فصل: إذا تكامل العقل قوي الذكاء والفطنة
1508- إذا تكامل العقل، قوي الذكاء والفطنة، والذكي يتخلص إذا وقع في آفة، كما قال الحسن: إذا كان اللص ظريفًا؛ لم يقطع، فأما المغفل، فيجني على نفسه المحن.
1509- هؤلاء إخوة يوسف عليهم السلام، أبعدوه عن أبيه، ليتقدموا عنده، وما علموا أن حزنه عليه يشغله عنهم، وتهمته إياهم تبغضهم إليه، ثم رموه في الجب، فقالوا: {يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ} [يوسف: 10] ، وليس بطفل؛ إنما هو صبي كبير، وما علموا أنه إذا التقط، يحدث بحاله، فيبلغ الخبر إلى أبيه! وهذا تغفيل، ثم إنهم قالوا: أكله الذئب، وجاؤوا بقميصه صحيحًا، ولو خرقوه، احتمل الأمر، ثم لما مضوا إليه
في أيام كل يوم خمسة أجزاء من القرآن، فتناولت يومًا ما لا يصلح، فلم أقدر في ذلك اليوم على قراءتها، فقلت: إن لقمة تؤثر قراءة خمسة أجزاء، بكل حرف عشر حسنات، إن تناولها لطاعة عظيمة! وإن مطعمًا يؤذي البدن، فيفوته فعل خير ينبغي أن يهجر!
1506- وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا من أصحابه حضر عنده، وقد تغير من التقشف، فقال له: "من أمرك بهذا؟! "[1].
1507- فالعاقل يعطي بدنه من الغذاء ما يوافقه، كما ينفي الغازي شعير الدابة.
ولا تظنن أني آمر بأكل الشهوات، ولا بالإكثار من الملذوذ؛ إنما آمر بتناول ما يحفظ النفس، وأنهى عما يؤذي البدن، فأما التوسع في المطاعم؛ فإنه سبب النوم، والشبع يعمي القلب، ويرهل[2] البدن ويضعفه.
فافهم ما أشرت إليه، فالطريف هي الوسطى. [1] رواه أبو داود "2428"، وابن ماجه "1741" "ضعيف". [2] في الأصل يهزل.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 460