responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 459
1499- فترى في الناس من يتزهد، وقد ربي جسده على الترف، فيعرض عما ألفه، فتجد له الأمراض، فتقطعه عن كثير من العبادات، وقد قيل: عودوا كل بدن ما اعتاد! وقد قرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضب، فقال: "أجدني أعافه؛ لأنه ليس بأرض قومي" [1].
1500- وفي حديث الهجرة: أن أبا بكر رضي الله عنه طلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الظل، وفرش له فروة، وصب على القدح الذي فيه اللبن ماء حتى برد.
1501- وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم، فقال: "إن كان عندكم ماء بات في شن؛ وإلا كرعنا". وكان صلى الله عليه وسلم يأكل لحم الدجاج. وفي "الصحيح": أنه كان يحب الحلوى والعسل. وكان إذا لم يقدر، أكل ما حضر.
1502- ولعمري، إن في العرب وأهل السواد[2] من لا يؤثر عنده التخشن في المطعم والملبس، وذاك إذا جرى بعد توبته على عادته؛ لم يستضر. فأما من قد ألف اللطف؛ فإنه إذا غير حالته، تغير بدنه، وقلت عبادته.
1503- وقد كان الحسن[3] يديم أكل اللحم، ويقول: لا رغيفي مالك[4]، ولا صحني فرقد[5].
1504- وكان ابن سيرين لا يخلي منزله من حلوى. وكان سفيان الثوري يسافر، وفي سفرته الحمل المشوي والفالوذج. وقالت رابعة: ما أرى لبدن يراد به العمل لله إذا أكل الفالوذج عيبًا.
فمن ألف الترف؛ فينبغي أن يتطلف بنفسه إذا أمكنه.
1505- وقد عرفت هذا من نفسي، فإني ربيت في ترف، فلما ابتدأت في التقلل وهجر المشتهى، أثر معي مرضًا، قطعني عن كثير من التعبد، حتى إني قرأت

[1] رواه البخاري "5537"، ومسلم "1946" عن ابن عباس رضي الله عنه.
[2] جنوب العراق: وحده من حديثة الموصل إلى عبادان طولًا، ومن العذيب بالقادسية إلى حلوان عرضًا، وسمي سوادًا لخضرته.
[3] هو البصري.
[4] مالك بن دينار.
[5] فرقد السبخي.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 459
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست