اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 455
وأعجب من الكل من يخاطر بنفسه في الهلاك ولا يدري، مثل أن يغضب، فيقتل المسلم، فيتقي غيظه بالتعذيب في جهنم.
1485- وأظرف من هذا اليهود والنصارى، فإن أحدهم يبلغ، فيجب عليه أن ينظر في نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فإذا فرط فمات، فله الخلود في جهنم.
ولقد قلت لبعضهم: ويحك! تخاطر بنفسك في عذاب الأبد! نحن نؤمن بنبيكم فتقول: لو أن مسلمًا آمن بنبينا، وكذب بنبيكم أو بالتوراة، خلد في النار، فما بيننا وبينكم خلاف!! إذ نحن مؤمنون بصدقه وكتابه، فلو لقيناه، لم نخجل، ولو عاتبنا مثلًا وقال: هل قمتم بالسبت؟ والسبت من الفروع، والفروع لا يعاقب عليها بالخلود.
فقال لي رئيس القوم: ما نطالبكم بهذا؛ لأن السبت إنما يلزم بني إسرائيل.
فقلت: فقد سلمنا بإجماعكم، وأنتم هالكون؛ لأنكم تخاطرن بأرواحكم في العذاب الدائم!! والعجب بمن يهمل النظر فيما إذا توانى فيه أوجب الخلود في العقاب الدائم.
وأعجب من الكل جاحد الخالق، وهو يرى إحكام الصنعة، ويقول: لا صانع. والسبب في هذه الأشياء كلها قلة العقل، وترك إعماله في النظر والاستدلال.
340- فصل: ربّ سرٍّ ظهر فكان سبب الهلاك
1486- لا ينبغي للعاقل أن يظهر سرًّا حتى يعلم أنه إذا ظهر لا يتأذى بظهوره. ومعلوم أن السبب في بث السر طلب الاستراحة ببثه، وذلك ألم قريب؛ فليصبر عليه. فرب مظهر سر لزوجته؛ فإذا طلقت بثته وهلك، أو لصديقه، فيظهر عليه حسدًا له، إذا كان مماثلًا، وإن كان عاميًّا، فالعامي أحمق. ورب سر أظهر فكان سبب الهلاك.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 455