responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 395
العقوبة[1]؟! إنما لو كان مباحًا فتركه، كان فيه ما فيه. ولو فهم؛ لشغله خجل الهمة عن الإذلال، كما قال يوسف عليه السلام: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي} [يوسف: 53] [2]!! والآخر: ترك صبيانه يتضاغون[3] إلى الفجر ليسقي أبويه اللبن، وفي هذا البر أذى للأطفال، ولكن الفهم عزيز[4]. وكأنهم لما أحسنوا فيما ظنوا، قال لسان الحال: أعطوهم ما طلبوا؛ فإنهم يطلبون أجرة ما عملوا[5].
1298- ولولا عزة الفهم، ما تكبر متكبر على جنسه، ولكان كل كامل خائفًا محتقرًا لعمله، حذرًا من التقصير في شكر ما أنعم عليه، وفهم هذا المشروح ينكس رأس الكبر، ويوجب مساكنة الذل، فتأمله، فإنه أصل عظيم.

[1] عن ابن عباس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك" وفيه: ".. وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة" رواه البخاري "6490"، ومسلم "31".
[2] الراجح أن هذا كلام امرأة العزيز، كما يدل على ذلك سياق الآية.
[3] يتضاغون: يتصايحون.
[4] سيسوق المؤلف هذا الحديث، وفيه مدح لفعل هؤلاء في الفصل "383" من الملحق.
[5] وهو حديث الشفاعة المشهور رواه البخاري "3340"، ومسلم "194" عن أبي هريرة رضي الله عنه.
290- فصل: الخوف بعد التوبة
1299- ينبغي للعاقل أن يكون على خوف من ذنوبه، وإن تاب منها، وبكى عليها. وإني رأيت أكثر الناس قد سكنوا إلى قبول التوبة، وكأنهم قد قطعوا على ذلك! وهذا أمر غائب!! ثم لو غفرت؛ بقي الخجل من فعلها.
1300- ويؤيد الخوف بعد التوبة أنه في "الصحاح": أن الناس يأتون إلى آدم عليه السلام، فيقولون: اشفع لنا! فيقول: ذنبي، وإلى نوح عليه السلام، فيقول: ذنبي، وإلى إبراهيم.. وإلى موسى.. وإلى عيسى صلوات الله وسلامه عليهم. فهؤلاء إذا اعتبرت ذنوبهم؛ لم يكن أكثرها ذنوبًا حقيقة، ثم إن كانت، فقد تابوا منها، واعتذروا، وهم بعد على خوف منها.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست