responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 381
النار بعد هذا إنني لشقي، فظن بجهله أنهم لما خالفوا بيعة يزيد، يجوز استباحتهم وقتلهم.
1247- فالويل لعامي قليل العلم، لا يتهم نفسه في واقعة، ولا يذاكر من هو أعلم منه؛ بل يقطع بظنه ويقدم. وهذا أصل ينبغي تأمله، فقد هلك في إهماله خلق لا تحصى، وقد رأينا خلقًا من العوام إذا وقعت لهم واقعة، لم يقبلوا فتوى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ، عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ، تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية] .

277- فصل: للنفس ذخائر في البدن
1248- للنفس ذخائر في البدن، منها الدم والمني، وأشياء تتقوى بها؛ فإذا فقدت الذخائر، ولم يبق منها شيء، ذهبت.
1249- ومن ذخائرها التقوي بالمال والجاه، وما يوجب الفرح فإذا فقدت ذلك، وكانت عزيزة ذات أنفة، حرجت، وقد يهجم عليها الخوف، فلا تجد ذخيرة من الرجاء يقاومه، فتذهب، ويغلب عليها الفرح، فلا تجد من الحزن ما يقاومه، فتذهب.
1250- فاجتهد في حفظ ذخائرها، وخصوصًا الشيخ، فإنه ينبغي له ألا يفرح بإخراج الدم، ولا بإخراج المني، وإن وجد شبقًا؛ إلا أن يكون الشبق زائدًا في الحد، فيخرج المؤذي في كل حين، وعلامة أن يكون مؤذيًا: وجود الراحة عند خروجه، فمتى وجد ضعفًا؛ فقد آذى خروجه.
1251- وليحفظ ذو الأنفة على نفسه حشمته، بألا يقف في موقف يعاب به، فإنه يتمتع بذخيرة العز والأنفة، ويضاد النفس وجود ضد ذلك.
1252- وكذلك ينبغي أن يستعد لآخر عمره بالمال، مخافة أن يحتاج فيذل أو يسعى، وقد كلت[2] الآلة؛ ولأن يخلف لعدوه أولى من أن يحتاج إلى صديقه، ولا يلتفت إلى من يذم المال؛ فإنهم الحمقى الجهال الذين اتكلوا على خبر الراحة،

1 الشبق: شدة الرغبة في النكاح.
[2] كلّت: تعبت.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست