اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 364
261- فصل: العزلة حمية
1198- من أراد اجتماع همه وإصلاح قلبه، فليحذر من مخالطة الناس في هذا الزمان، فإنه قد كان يقع الاجتماع على ما ينفع ذكره، فصار الاجتماع على ما يضر!
1193- وقد كان قدماء الأخبار في بني إسرائيل يمشون على العصي، لئلا يقع منهم بطر في المشي.
1194- ولبست أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها درعًا لها، فأعجبت به، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إليك في حالتك هذه" [1].
1195- ولما لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة لها أعلام، قال: "ألهتني هذه عن صلاتي" [2].
وهذا كله يوجب الإعراض عن الزينة، وما يحرك إلى الفخر والزهو والعجب، ولهذا حرم الحرير.
1196- وأقول على أسباب هذا: إن المرقعات التي يتنوق[3] فيها المتصوفة بالسوارك والتلميع، ربما أوجبت زهو اللابس: إما لحسنها في ذاتها، أو لعلمه أنها تنبئ عنه بالتصوف والزهد، وكذلك الخاتم في اليد، وطول الأكمام، والنعال الضرارة[4]. ولا أقول: إن هذه الأشياء تحرم، بل ربما جلبت ما يحرم من الزهو. فينبغي للعاقل أن يتنبه بما قلت في دفع كل ما يحذر من شره.
1197- وقد ركب ابن عمر نجيبًا[5]، فأعجبه مشيه، فنزل، وقال: يا نافع! أخله في البدن[6]. [1] رواه أبو نعيم "1/ 37" وفي سنده إسحاق بن بشر: كذاب لا أصل له. [2] رواه البخاري "373"، ومسلم "556" عن عائشة رضي الله عنها، "والخميصة" كساء مربع له علمان. [3] يتنوق: يتأنق. [4] النعال الصرارة: التي لها صرير، وهو الصوت الذي يلفت انتباه الناس. [5] النجيب: السريع من الإبل. [6] البدن: النوق التي تهدي للبيت الحرام.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 364