responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 363
260- فصل: الإعراض عما يحرك الفخر والزهو والعجب
1192- نظرت في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما لبس الخاتم، ثم رمى به، وقال: "شغلني ونظرة إليكن ونظرة إليه" [1]، وقوله: "هذا رجل يتبختر في حلته، مرجلًا جمته، خسف به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة" [2]، فرأيت أنه لا ينبغي للمؤمن أن يلبس ثوبًا معجبًا، ولا شيئًا من زينة؛ لأن ذلك يوجب النظر إلى النفس بعين الإعجاب، والنفس ينبغي أن تكون ذليلة للخالق.

[1] رواه النسائي "5289،" وأحمد "[1]/ 322" عن ابن عمر رضي الله عنهما.
[2] رواه البخاري "5789"، ومسلم "2088" عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فتأملت السبب -مع أن الاعتقاد صحيح، والفعل بطيء- فإذا له ثلاثة أسبابٍ:
أحدها: رؤية الهوى العاجل، فإن رؤيته تشغل عن الفكر فيما يجنيه.
والثاني: التسويف بالتوبة، فلو حضر العقل، لحذر من آفات التأخير، فربما هجم الموت ولم تحصل التوبة! والعجب ممن يجوز سلب روحه قبل مضي ساعة، ولا يعمل على الحرام! غير أن الهوى يطيل الأمد، وقد قال صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم: "صل صلاة مودع" [1]، وهذا نهاية الدواء لهذا الداء؛ فإنه من ظن أنه لا يبقى إلى صلاة أخرى، جد واجتهد.
والثالث: رجاء الرحمة، فيرى العاصي يقول: ربي رحيم! وينسى أنه شديد العقاب!! ولو علم أن رحمته ليست رقة؛ إذ لو كانت كذلك؛ لما ذبح عصفورًا ولا آلم طفلًا -وعقابه غير مأمون- فإنه شرع قطع اليد الشريفة[2] بسرقة خمسة قراريط[3]؛ لجد وأناب، فنسأل الله عز وجل أن يهب لنا حزمًا يبت المصالح جزمًا.

[1] رواه ابن ماجه "4171"، وأحمد "5/ 412"، والبخاري في التاريخ "3/ 2/ 216"، وأبو نعيم في "1/ 362"، قال الهيثمي: إسناده ضعيف، وله شاهدان أحدهما صحيح رواه الحاكم "4/ 326" وصححه ووافقه الذهبي.
[2] كانت اليد شريفة قبل أن تسرق كما قال أحدهم: لما كانت أمينة كانت ثمينة، ولما خانت هانت.
[3] القيراط = 0.2232 غ.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست