responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 361
العوام الغشم، فلا ينهونهم عن خمر وزنا وغيبة، ولا يعلمونهم أركان الصلاة، ووظائف التعبد، بل يملؤون الزمان بذكر الاستواء، وتأويل الصفات، وأن الكلام قائم بالذات، فيتأذى بذلك من كان قلبه سليمًا.
1187- وإنما على العامي أن يؤمن بالأصول الخمسة[1]، بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ويقنع بما قال السلف: القرآن كلام الله غير مخلوق، والاستواء حق، والكيف مجهول.
1188- وليعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكلف الأعراض سوى مجرد الإيمان، ولم تتكلم الصحابة في الجواهر والأغراض، فمن مات على طريقهم، مات مؤمنًا سليمًا من بدعة، ومن تعرض لساحل البحر، وهو لا يحسن السباحة، فالظاهر غرفة.

[1] بل أصول الإيمان ستة، ينضاف إليها الإيمان بالقدر خيره وشره كما جاء في حديث جبريل.
258- فصل: أشد الناس جهلًا منهوم باللذات
1189- أشد الناس جهلًا منهوم باللذات. واللذات على ضربين: مباحة ومحظورة: فالمباحة لا يكاد يحصل منها شيء إلا بضياع ما هو مهم من الدين، فإذا حصلت منها حبة، قارنها قنطار من الهم.
ثم لا تكاد تصفو في نفسها، بل مكدراتها ألوف، فإذا صور عدمها "بعد انقضائها، وبقاء هذه" الألوف "المكدرة"، صار التصوير مغلصمًا[1] للهوى، محزنًا[2] للنفس.
فإذا أنفت[3]، أنفت من الأسف على الدوام ما لا تحويه صفة، فهي تغر الغر[4]، ويهدم العمر، وتديم الأسى.

[1] مغلصمًا: ذابحًا.
[2] في الأصل مجرئًا: وهو تصحيف.
[3] أنفت: عزفت.
[4] الغر: الساذج الذي لا علم له ولا تجربة.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 361
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست