responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 360
والقرب يحصل بالتقبيل والضم، وذلك يقوي المحبة، والمحبة يلذ وجودها، والوطء ينقص المحبة، ويعدم تلك اللذة!! وقد كان العرب يعشقون، ولا يرون وطء المعشوق! قال قائلهم1:
............................ ... إن نكح الحب فَسَدْ
فأما الالتذاذ بنفس الوطء، فشأن البهائم[2].
1184- ولقد تأملت المراد من الوطء[3]، فوجدت فيه معنى عجيبًا يخفى على كثيرٍ من الناس، وهو أن النفس إذا عشقت شخصًا، أحبت القرب منه، فهي تؤثر الضم والمعانقة؛ لأنهما غاية في القرب، ثم تريد قربًا يزيد على هذا، فتقبل الحد. ثم تطلب القرب من الروح، فتقبل الفم؛ لأنه منفذ إلى الروح، ثم تطلب الزيادة، فتمص لسان المحبوب، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوشح عائشة[4]، ويقبلها، ويمص لسانها، فإذا طلبت النفس زيادة في القرب إلى النفس، استعملت الوطء. فهذا سره المعنوي، ويحصل منه الالتذاذ الحسي.

1 سبقت الأبيات في الفصل "235".
[2] قال المؤلف في الفصل "28": ولما كانت صورة النكاح تأباها النفوس الشريفة من كشف عورة، وملاقاة ما لا يستحسن لنفسه جعلت الشهوة تحث عليه ليحصل المقصود.
[3] قال المؤلف في الفصل "28": تأملت في فوائد النكاح ومعانيه وموضوعه فرأيت الأصل الأكبر في وضعه وجود النسل.
[4] التوشح: المعانقة والتقبيل، انظر: الحديث في نهاية ابن الأثير "وشح".
257- فصل: ضرر علم الكلام على العوام
1185- ليس على العوام أضر من سماعهم علم الكلام؛ وإنما ينبغي أن يحذر العوام من سماعه والخوض فيه، كما يحذر الصبي من شاطئ النهر خوف الغرق، وربما ظن العامي أن له قوةً يدرك بها هذا، وهو فاسد، فإنه قد زل في هذا خلق من العلماء، فكيف العوام؟!
1186- وما رأيت أحمق من جمهور قصاص زماننا، فإنه يحضر عندهم
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 360
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست