اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 33
ثم نراه ينشئ الأجسام ويحكمها، ثم ينقض بناء الشباب في مبدئ أمره، وعند استكمال بنائه؛ فإذا به قد عاد هشيمًا.
ثم نراه يؤلم الأطفال، حتى يرحمهم كل طبع، ثم يقال له: إياك أن تشك في أنه أرحم الراحمين.
ثم يسمع بإرسال موسى إلى فرعون، ويقال له: اعتقد أن الله تعالى أضل فرعون، واعلم أنه ما كان لآدم بد من أكل الشجرة، وقد وبخ بقوله: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ} "طه: 121".
وفي مثل هذه الأشياء تحير خلق، حتى خرجوا إلى الكفر والتكذيب، ولو فتشوا على سر هذه الأشياء، لعلموا أن تسليم هذه الأمور تكليف العقل ليذعن.
هذا أصل، إذا فهم، حصل منه السلامة والتسليم، نسأل الله -عز وجل- أن يكشف لنا الغوامض، التي حيرت من ضل، إنه قريب مجيب.
14 فصل: لا تُضَيّعْ لحظة في غير قربةٍ.
34- ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل.
35- ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل، كما جاء في الحديث: "نية المؤمن خير من عمله" [1].
36- وقد كان جماعة من السلف يبادرون اللحظات[2]، فنقل عن عامر بن [1] رواه الطبراني "6/ 228" وأبو نعيم في الحلية "3/ 255" والخطيب في تاريخه "9 /237" عن سهل بن سعد، وابن عبد البر في التمهيد "12/ 265" عن علي، والقضاعي "147، 148" عن أنس والنواس ضعيف. [2] يبادرون اللحظات: يسارعون إلى الاستفادة منها في الطاعات.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 33