responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 323
فتذاكروا الفقه، فقال: سلوني عما شئتم! فقال له رجل: إن قيل لنا: رفع اليدين في الصلاة، ما هو؟ فماذا تقول؟ فقال: هو ركن! فدهشت الجماعة من قلة فقهه.
وإنما ينبغي أن يأخذ من كل علم طرفًا، ثم يهتم بالفقه، ثم ينظر في مقصود العلوم، وهو المعاملة لله سبحانه، والمعرفة به، والحب له.
1045- وما أبله من يقطع عمره في معرفة علم النجوم! وإنما ينبغي أن يعرف من ذلك التسيير والمنازل لعلم الأوقات[1]؛ فأما النظر فيما يدعي أنه القضاء والحكم، فجهل محض؛ لأنه لا سبيل إلى علم ذلك حقيقة، وقد جرب فبان جهل مدعيه، وقد تقع الإصابة في وقت، وعلى تقدير الإصابة! لا فائدة فيه إلا تعجيل الغم! فإن قال قائلٌ: يمكن دفع ذلك، فقد سلم أنه لا حقيقة له!
1046- وأبله من هؤلاء من يتشاغل بعلم الكيمياء[2]؛ فإنه هذيان فارغ، وإذا كان لا يتصور قلب الذهب نحاسًا، لم يتصور قلب النحاس ذهبًا، فإنما فاعل هذا مستحل للتدليس على الناس في النقود. هذا إذا صح له مراده!
1047- وينبغي لطالب العلم أن يصحح قصده، إذ فقدان الإخلاص يمنع قبول الأعمال! وليجتهد في مجالسة العلماء، والنظر في الأقوال المختلفة، وتحصيل الكتب، فلا يخلو كتاب من فائدة! وليجعل همته للحفظ، ولا ينظر، ولا يكتب إلا وقت التعب من الحفظ! وليحذر صحبة السلطان! ولينظر في منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين! وليجتهد في رياضة نفسه، والعمل بعلمه! ومن تولاه الحق، وفقه.

[1] من أجل معرفة الأوقات. والتسيير: حركة الفلك.
[2] كان موضوع علم الكيمياء القديم تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب.
228- فصل: الكبر والحسد يغطيان نور العقل
1048- طال تعجبي من أقوام لهم أنفة، وعندهم كبر زائد في الحد! خصوصًا العرب، الذين من كلمة ينفرون، ويحاربون، ويرضون بالقتل! حتى إن قومًا منهم
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست