responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 309
وهذا نوح عليه السلام يضج مما لاقى، فيصيح من كمد وجده: {لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26] ، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم! اهد قومي، فإنهم لا يعلمون" [1].
994- هذا الكليم موسى صلى الله عليه وسلم، يستغيث عند عبادة قومه العجل على القدر قائلًا: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ} [الأعراف: 155] ، ويوجه إليه ملك الموت فيقلع عينه[2]. وعيسى صلى الله عليه وسلم يقول: إن صرفت الموت عن أحد، فاصرفه عني، ونبينا صلى الله عليه وسلم يخير بين البقاء والموت، فيختار الرحيل إلى الرفيق الأعلى[3].
995- هذا سليمان صلى الله عليه وسلم يقول: {وَهَبْ لِي مُلْكًا} [ص: 35] ، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم! اجعل رزق آل محمد قوتًا"[4]. هذا والله فعل رجل عرف الوجود والموجد، فماتت أغراضه، وسكنت اعتراضاته، فصار هواه فيما يجري.

[1] البخاري "6929"، ومسلم "1792" عن ابن مسعود.
[2] رواه البخاري "3407"، ومسلم "2372" عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[3] رواه البخاري "3904"، ومسلم "2382" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
[4] رواه البخاري "6460"، ومسلم "1055" عن أبي هريرة رضي الله عنه.
216- فصل: أكثر شهوات الحسِّ النِّسَاءُ
996- أكثر شهوات الحس النساء. وقد يرى الإنسان امرأة في ثيابها، فيتخايل له أنها أحسن من زوجته، أو يتصور بفكره المستحسنات، وفكره لا ينظر إلا إلى الحسن من المرأة، فيسعى في التزوج والتسري، فإذا حصل له مراده، لم يزل ينظر في العيوب الحاصلة، التي ما كان يتفكر فيها، فيمل، ويطلب شيئًا آخر، ولا يدري أن حصول أغراضه في الظاهر ربما اشتمل على محن، منها أن تكون الثانية لا دين لها، أو لا عقل، أو لا محبة لها، أو لا تدبير، فيفوت أكثر مما حصل!
وهذا المعنى هو الذي أوقع الزناة في الفواحش؛ لأنهم يجالسون المرأة حال استتار عيوبها عنهم، وظهور محاسنها، فتلذهم تلك الساعة، ثم ينتقلون إلى أخرى!
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست