اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 308
ويقتل أصحابه، ويشج وجهه، وتكسر رباعيته[1]، ويمثل بعمه[2] ... وهو ساكت. ثم يرزق ابنًا، ويسلب منه[3]، فيتعلل[4] بالحسن والحسين، فيخبر بما سيجري عليهما[5]. ويسكن بالطبع إلى عائشة رضي الله عنها، فينغص عيشه بقذفها[6]. ويبالغ في إظهار المعجزات، فيقام في وجهه مسيلمة[7] والعنسي[8] وابن صياد[9]. ويقيم ناموس الأمانة والصدق، فيقال: كذاب! ساحر!
ثم يعلقه المرض كما يوعك رجلان، وهو ساكن ساكت[10]. فإن أخبر بحاله، فليعلم الصبر. ثم يشدد عليه الموت، فيسلب روحه الشريفة، وهو مضطجع في كساءٍ ملبَّدٍ، وإزارٍ غليظٍ، وليس عندهم زيت يوقد به المصباح ليلتئذٍ[11].
هذا الشيء ما قدر على الصبر عليه كما ينبغي نبي قبله، ولو ابتليت به الملائكة، ما صبرت.
993- هذا آدم عليه السلام تباح له الجنة سوى شجرة، فلا يقع ذباب حرصه "12" إلا على العقر "13"، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول في المباح: "ما لي وللدنيا؟! " [14]. [1] رواه البخاري "4075"، ومسلم "1790" عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه. [2] رواه البخاري "4072" عن وحشي. [3] رواه البخاري "1303" عن أنس رضي الله عنه. [4] يتعلل: يسلي نفسه. [5] رواه البخاري "2704" عن الحسن رضي الله عنه. [6] انظر: سورة النور الآيات "11-20"، والبخاري "4750"، ومسلم "2770". [7] مسيلمة بن حبيب الحنفي الكذاب، كان مقتله سنة "12هـ"، انظر: بقية شأنه في الفصل "309". [8] عيهلة بن كعب المذحجي، المعروف بالأسود، متنبئ مشعوذ، كان مقتله سنة "11 هـ"، انظر: تتمة خبره في الفصل "309". [9] من كهنة يهود المدينة خبره في البخاري "1354و 1355"، مسلم "2930 و 2931". [10] رواه البخاري "5648"، ومسلم "2571" عن ابن مسعود رضي الله عنه. [11] لم أجده.
12 ذباب حرصه: شبه الحرص بالسيف، وذبابه: رأسه الذي يجرح، فكأن الحرص ينكأ جرحًا قديمًا. أو أن يكون قصد الذباب المعروف الذي يقع على الجروح فيفسدها.
13 العقر: الجرح. [14] رواه البخاري "2613" عن ابن عمر رضي الله عنه.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 308