responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 306
214- فصل: البدار البدار فقد قرب الرحيل
989- من علم قرب الرحيل عن مكة، استكثر من الطواف خصوصًا إن كان لا يؤمل العود، ليكبر سنه، وضعف قوته. فكذلك ينبغي لمن قاربه ساحل الأجل بعلو سنه أن يبادر اللحظات، وينتظر الهاجم[1] بما يصلح له، فقد كان في قوس الأجل منزع[2] زمان الشباب، واسترخى الوتر في المشيب عن سية القوس[3]، فانحدر إلى القاب[4]، وضعفت القوى، وما بقي إلا الاستسلام لمحارب التلف.
فالبدار البدار إلى التنظيف، ليكون القدوم على طهارة.
990- وأي عيش في الدنيا يطيب لمن أيامه السليمة تقربه إلى الهلاك، وصعود عمره نزول عن الحياة، وطول بقائه نقص مدى المدة؟!
فليتفكر فيما بين يديه، وهو أهم مما ذكرناه. أليس في "الصحيح": "ما منكم أحد إلا ويعرض عليه مقعده بالغداة والعشي من الجنة أو النار، فيقال: هذا مقعدك، حتى يبعثك الله"[5]؟!
فوا أسفا لمهددٍ كم يقتل قبل القتل! ويا طيب عيشٍ لموعود بأزيد المنى! وليعلم من شارف السبعين أن النفس أنين! أعان الله من قطع عقبة العمر على رمل زرود[6] الموت.

[1] الهاجم: الموت.
[2] المنزع: السهم.
[3] سية القوس: ما عطف عن طرفيه.
[4] القاب: ما بين مقبض القوس والسية.
[5] رواه البخاري "1379"، ومسلم "2866" عن ابن عمر رضي الله عنهما. وطرفه: "إن أحدكم إذا مات..".
[6] زرود: صحراء بين الثعلبية والحزيمية للقادم إلى مكة من العراق.
العمل، أولئك الأقلون عددًا، وإن الأعظمين قدرًا أقل نسلًا من عنقاء مغرب[1].

[1] طائر أسطوري يضرب مثلًا لما يستحيل وجوده.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 306
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست