responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 305
الفتوح، فيأتيهم منها الكثير، الذي يصيرون به من الأغنياء، وهم لا يمتنعون من أخذ زكاة، ولا من طلب! وكذلك القصاص، يخرجون إلى البلاد، ويطلبون، فيحصل لهم المال الكثير، فلا يتركون الطلب عادة.
فيا سبحان الله! أي شيء أفاد العلم؟! بل الجهل كان لهؤلاء أعذر!
985- ومن أقبح أحوالهم لزومهم الأسباب التي تجلب لهم الدنيا، من التخاشع، والتنسك في الظاهر، وملازمة حث العزلة عن المخالطة! وكل هؤلاء بمعزل عن الشرع.
986- ولقد تأملت على بعضهم من القدح في نظيره إلى أن يبلغ إلى التعرض به للهلاك. فالويل لهم! ما أقل ما يتمتعون بظواهر الدنيا! وإن كان مقلب القلوب، قد صرف القلوب عن محبتهم -لأن الحق عز وجل لا يميل بالقلوب إلا إلى المخلصين؛ فقد فاتتهم الدنيا على الحقيقة، وما حصلوا إلا صورة الحطام! نسأل الله عز وجل عقلًا يدبر دنيانا، ويحصل لنا آخرتنا، والرزاق قادر.

213- فصل: من عرف شرف الوجود يحصل أفضل الموجود.
987- ينبغي لمن عرف شرف الوجود أن يحصل أفضل الموجود. هذا العمر موسم، والتجارات تختلف، والعامة تقول: عليكم بما خف حمله، وكثر ثمنه، فينبغي للمستيقظ ألا يطلب إلا الأنفس.
988- وأنفس الأشياء في الدنيا معرفة الحق عز وجل. فمن العارفين السالكين من وافى في طريقه بغيته في السفر. ومنهم من همته متعلقة بطلب ربحه. ومنهم من ينظر إلى ما يرضي الحبيب، فيجلبه إلى بلد المعاملة، ويرضى بالقبول ثمنًا، ويرى أن كل البضائع لا تفي بحق الخفارة[1]، ومنهم من يرى لزوم الشكر في اختياره [هذا] السلوك دون غيره، فيقر بالعجز.
وقد ارتفع قوم عن هذه الأحوال، قرأوا مجرد التوفيق يشغلهم عن النظر إلى

[1] الخفارة: الحفظ، وفي نسخة: الحفاوة.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست