اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 293
932- فأما ضد هذه الحال، فحالة عابد لخلق ملبس. وقد عم هذا جمهور الخلق، حاشا السلف.
أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها ... مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيب
202- فصل: كل المعاصي قبيحة
933- كل المعاصي قبيحة، وبعضها أقبح من بعض: فإن الزنا من أقبح الذنوب، فإنه يفسد الفرش، ويغير الأنساب. وهو بالجارة أقبح: فقد روي في الصحيحين[1] من حديث ابن مسعود، قال: قلت: يا رسول الله! أي ذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك". قلت: ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك من أجل أن يطعم معك". قلت: ثم أي؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك". وقد روى البخاري في تاريخه من حديث المقداد بن الأسود عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر من أن يزني بامرأة جاره؛ ولأن يسرق من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من بيت جاره" [2]. وإنما كان هذا؛ لأنه يضم إلى معصية الله عز وجل انتهاك حق الجار.
934- ومن أقبح الذنوب أن يزني الشيخ، ففي الحديث: "إن الله يبغض الشيخ الزاني" [3]؛ لأن شهوة الطبع قد ماتت، وليس فيها قوة تغلب، فهو يحركها ويبالغ، فكانت معصيته عنادًا.
935- ومن المعاصي التي تشبه المعاندة لبس الرجل الحرير والذهب، خصوصًا خاتم الذهب، الذي يتحلى به الشيخ، وإنه من أبرد الأفعال، وأقبح الخطايا.
936- ومن هذا الفن الرياء والتخاشع، وإظهار التزهد للخلق؛ فإنه كالعبادة [1] البخاري "4761"، ومسلم "86". [2] رواه أحمد "816"، والبخاري في الأدب المفرد "103"، والطبراني "20/ 256/ 605"، قال المنذري: رواته ثقات، وكذلك قال الهيثمي. [3] رواه النسائي "2575"، وابن حبان "5558"، والقضاعي "324" عن أبي هريرة رضي الله عنه.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 293