اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 191
الإسراف والتبذير، فإن رواية العلم والعمل به إلى درجة المعرفة لله -عز وجل- "آسرة للمشاعر"، فربما شغلته لذة ما وصل إليه عن كل شيء ويا لها حالةٌ سليمةٌ من آفةٍ!
573- وإن وجد من طبعه منازعًا إلى الشوق في النكاح، فليتخير السراري، فإن الحرائر في الأغلب غل[1].
574- وليعزل عن المملوكات إلى أن يجرب خلقهن ودينهن، فإن رضيهن، طلب الولد منهن، وإلا، فالاستبدال بهن سهل.
575- ولا يتزوج حرة، إلا أن يعلم أنها تصبر على التزويج عليها والتسري، وليكن قصده الاستمتاع بها، لا إجهاد النفس في الإنزال، فإن ذلك يهدم قوته، فيضعف الأصل، فهذه الحالة الجامعة من لذتي الحس والعقل، ذكرتها على وجه الإشارة، وفهم الذكي يملي عليه ما لم أشرحه. [1] غل: قيد.
121- فصل: تعليم حفظ العلم.
576- اعلم أن المتعلم يفتقر إلى دوام الدراسة، ومن الغلط الانهماك في الإعادة ليلًا ونهار؛ فإنها لا يلبث صاحب هذه الحال إلا أيامًا، ثم يفتر أو يمرض.
577- وقد روينا أن الطبيب دخل على أبي بكر بين الأنباري[1] في مرض موته، فنظر إلى ما به[2]، وقال: قد كنت تفعل شيئًا لا يفعله أحد! ثم خرج فقال: ما يجيء منه شيء[3]، فقيل له: ما الذي كنت تفعل؟ قال: كنت أعيد كل أسبوع عشرة آلاف ورقة؟
578- ومن الغلط [تحميل القلب] حفظ الكثير أو الحفظ من فنون شتى، فإن القلب جارحة من الجوارح، وكما أن من الناس من يحمل المائة رطل، ومنهم من يعجز عن عشرين رطلًا، فكذلك القلوب. فيأخذ الإنسان على قدر قوته ودونها، [1] محمد بن القاسم: إمام في النحو وعلوم العربية، ومن أكثر الناس حفظًا للأشعار والأخبار "271-328هـ". [2] في الأصل: مائة، وهو تصحيف. [3] لا أمل في شفائه.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 191