اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 156
هيهات! والله، لا نلت ولا يتنا حتى تكون معاملتك لنا خالصةً، تبذل أطايبك، وتترك مشتهياتك، وتصبر على مكروهاتك، عِلْمًا منك -إن كنت معاملًا- بأنك أجير، وما غربت الشمس[1] فإن كنت محبًّا، رأيت ذلك قليلًا في جنب رضا حبيبك عنك. وما كلامنا مع الثالث[2]. [1] ما غربت الشمس: أي لم ينته يوم العمل لتستحق الأجر. [2] الثالث: العاصي.
90- فصل: ثبتت حكمة الله في حكمه وملكه
452- رأيت في العقل نوع منازعة للتطلع إلى [معرفة] جميع حكم الحق -عز وجل- في حكمه! فربما لم يتبين له بعضها -مثل النقض بعد البناء- فيقف متحيرًا! وربما انتهز الشيطان تلك الفرصة، فوسوس إليه: أين الحكمة من هذا؟!
فقلت له: احذر أن تخدع يا مسكين! فإنه قد ثبت [عندك] بالدليل القاطع -لما رأيت من إتقان الصنائع-[مبلغ] حكمة الصانع؛ فإن خفي عليك بعض الحكم، فلضعف إدراكك.
453- ثم ما زالت للملوك أسرار، فمن أنت حتى تطلع بضعفك على جميع حكمه؟! يكفيك الجمل! وإياك إياك أن تتعرض لما يخفي عليك، فإنك بعض موضوعاته، وذرة من مصنوعاته، فكيف تتحكم على من صدرت عنه؟!
454- ثم قد ثبتت عندك حكمته في حكمه وملكه، فأعمل آلتك على قدر قوتك في مطالعة ما يمكن من الحكم، فإنه سيورثك الدهش! وغمض عما يخفى عليك، فحقيق بذي البصر الضعيف ألا يقاوي[1] نور الشمس. [1] يقاوي: يغالب، وما زال هذا الحرف مستعملًا في الشام.
91- فصل: أعجب الأشياء مجاهدة النفس
455- أعجب الأشياء مجاهدة النفس؛ لأنها تحتاج إلى صناعة عجيبةٍ: فإن
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 156