responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 128
السرقة. وهذا سوء فهم للقصة، فإن الذي نسب إلى السرقة، فظهرت معه ما خلص، فما الذي ينفع خلاصهم؟! وإنما سيقت القصة ليبين أنهم انفردوا وتشاوروا فيما يصنعون، وكيف يرجعون إلى أبيهم، وقد احتبس أخوهم، فأي وجه للنجاة ها هنا؟!
ومن تأمل كتابه، رأي فيه من هذا الجنس ما يزيد على الإحصاء، أكثره[1] من هذا الفن القبيح، ولو أنه أصغى إلى علماء وقته، وترك تعظيم نفسه، لبان له الصواب.
غير أن اقتصار الرجل على علمه إذا مازجه نوع رؤية للنفس، حبس عن إدراك الصواب. نعوذ بالله من ذلك.

[1] في الأصل: أكثر.
70- فصل: الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان
354- تأملت قوله عز وجل: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} [الحجرات:17] ، فرأيت فيه معنى عجيبًا: وهو أنهم لما وهبت لهم العقول، فتدبروا بها عيب الأصنام، وعلموا أنها لا تصلح للعبادة، فوجهوا العبادة إلى من فطر الأشياء: كانت هذه المعرفة ثمرة العقل الموهوب لهام، الذي به باينوا البهائم، فإذا أمنوا بفعلهم الذي ندب إليه العقل الموهوب، فقد جهلوا قدر الموهوب، وغفلوا عمن وهب. وأي شيء لهم في الثمرة والشجرة ليست ملكًا لهم؟!
فعلى هذا، كل متعبد ومجتهد في علم وعمل إنما رأي بنور اليقظة وقوة الفهم والعقل صوابًا، فوقع على الملطوب، فينبغي أن يوجه الشكر إلى من بعث له في ظلام الطبع القبس.
355- ومن هذا الفن حديث الثلاثة الذين دخلوا الغار، فانحطت عليهم صخرة، فسدت باب الغار، فقالو: تعالوا نتوسل بصالح أعمالنا! فقال كل منهم فعلت كذا وكذا[1].

[1] رواه البخاري "2215"، ومسلم "2743" عن ابن عمر رضي الله عنهما.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست