responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 126
وَاحِدَةٍ منهم غُلَامًا، ولم يقل: إن شاء الله! فما حَمَلَتْ إلَّا واحدة، جَاءَتْ بِشِقِّ غُلَامٍ"[1].
348- ولقد طرقتني حالة أوجبت التشبث ببعض الأسباب؛ إلا أنه كان من ضرورة ذلك لقاء بعض الظلمة، ومداراته بكلمة، فبينا أنا أفكر في تلك الحال، دخل علي قارئ، فاستفتح، فتفاءلت بما يقرأ، فقرأ: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} [هود: 113] ، فبهت من إجابتي على خاطري، وقلت لنفسي: اسمعي! فإنني طلبت النصر في هذه المداراة، فأعلمني القرآن أنني إذا ركنت إلى ظالم، فاتني ما ركنت لأجله من النصر. فيا طوبى لمن عرف المسبب، وتعلق به، فإنها الغاية القصوى، فنسأل الله أن يرزقنا.

[1] رواه البخاري "2819"، ومسلم "1654" عن أبي هريرة رضي الله عنه.
68- فصل: المؤمن لا يبالغ في الذنوب
349- المؤمن لا يبالغ في الذنوب، وإنما يقوى الهوى، وتتوقد نيران الشهوة، فيتحدر، وله مراد لا يعزم المؤمن على مواقعته، ولا على العود بعد فراغه، ولا يستقصي في الانتقام إن غضب، وينوي التوبة قبل الزلل.
350- وتأمل إخوة يوسف عليهم السلام: فإنهم عزموا على التوبة قبل إبعاد يوسف، فقالو: {اقْتُلُوا يُوسُفَ} ، ثم زاد ذلك تعظيمًا فقالوا: {أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا} ، ثم عزموا على الإنابة فقالوا: {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} [يوسف: 9] ، فلما خرجوا به إلى الصحراء هموا بقتله بمقتضى ما في القلوب من الحسد، فقال كبيرهم: {لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ} [يوسف: 10] ، ولم يرد أن يموت، بل يلتقطه بعض السيارة، فأجابوا إلى ذلك.
والسبب في هذه الأحوال أن الإيمان على حسب قوته، فتارة يردها عند الهم، وتارة يضعف فيردها عند العزم، وتارة عن بعض الفعل، فإذا غلبت الغفلة، وواقع
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست