اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 105
جمارة[1]. وكان لا يفارقه السواك[2]، وكان يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة[3]. وفي حديث أنس الصحيح: " ما شانه الله ببيضاء" [4].
وقد قالت الحكماء: من نظف ثوبه، قل همه، ومن طاب ريحه، زاد عقله.
وقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: "ما لكم تدخلون عليًّ قُلْحًا؟! استاكوا" [5]. وقد فضلت الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك[6].
274- فالمتنظف ينعم نفسه، ويرفع منها قذرها[7]. وقد قال الحكماء: من طال ظفره، قصرت يده.
275- ثم إنه يقرب من قلوب الخلق، وتحبه النفوس، لنظافته وطيبه. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الطيب[8].
276- ثم إنه يؤنس الزوجة بتلك الحال، فإن النساء شقائق الرجال[9]، فكما أنه يكره الشيء منها، فكذلك هي تكرهه، وربما صبر هو على ما يكره، وهي لا تصبر.
277- وقد رأيت جماعة يزعمون أنهم زهاد، وهم من أقذر الناس، وذلك أنهم ما قومهم العلم.
278- وأما ما يحكى عن داود الطائي[10]: أنه قيل له: لو سرحت لحيتك؟ [1] جمارة النخل: باطن جذعها، يشير بذلك إلى بياض ساقيه ونظافتهما. [2] رواه مسلم "253". [3] رواه مسلم "565". [4] رواه مسلم "3341". [5] قال الهيثمي في المجمع "1/ 226": رواه أحمد والطبراني في الكبير واللفظ له، وفيه أبو علي الصيقل، وهو مجهول، ضعيف. والقلح: صفرة الأسنان. [6] في هامش الأصل: في المصرية: "عبدها" كذا بمهملة، وفي الأحمدية: "عندها" وفي الهندية: عدتها، وليحرر. قلت: وما أثبته فمن "أ". [7] رواه أحمد "6/ 272"، وأبو يعلى "4738"، والحاكم "1/ 146" وصححه ووافقه الذهبي. [8] رواه أبو داود والحاكم عن عائشة رضي الله عنها. [9] رواه أبو داود والترمذي وأحمد. [10] داود بن نصير الطائي، أبو سليمان، من العباد الزهاد، أصله من خراسان، مولده في الكوفة رحل إلى بغداد، وأخذ عن أبي حنيفة، وعاد إلى الكوفة، ولزم العباد إلى أن توفي سنة "165هـ".
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 105