responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 267
الله. صلى الله عليه وسلم فلما أتيت الباب إذا هو مجاف وسمعت خضخضة الماء وسمعت خشخشة رجل فقالت أبا هريرة كما أنت ثم فتحت الباب وقد لبست درعها وعجلت عن خمارها فقالت اني أشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابكي من الفرح كما بكيت من الحزن فقلت يا رسول الله ابشر فقد استجاب الله دعاءك وقد هدى أم أبي هريرة وقلت يا رسول الله ادع الله لي ان يحببني وامي إلى عبادة المؤمنين ويحببهم إلينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم حبب عبيدك هذا إلى عبادك المؤمنين" فما خلق الله مؤمنا يسمع بي ولا يراني أو يرى امي إلا وهو يحبني[1].
وعن الاعرج قال قال أبو هريرة انكم تقولون ما بال المهاجرين لا يحدثون عن رسول الله. صلى الله عليه وسلم بهذه الأحاديث وما بال الأنصار لا يحدثون بهذه الأحاديث؟
وان اصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم في الاسواق وان اصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها واني كنت امرأ معتكفا وكنت أكثر مجالسة رسول الله. صلى الله عليه وسلم احضر إذا غابوا واحفظ إذا نسوا وان النبي. صلى الله عليه وسلم حدثنا يوما فقال من يبسط ثوبه حتى افرغ من حديثي ثم يقبضه إليه فانه ليس ينسى شيئا سمعه مني أبداً فبسطت ثوبي أو قال نمرتي ثم حدثنا فقبضته إلي فوالله ما نسيت شيئا سمعته منه وايم الله لولا آية من كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبداً {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة:159] الاية كلها أخرجاه في الصحيحين[2].
وعن مجاهد ان أبي هريرة رضي الله عنه كان يقول الله ان كنت لاعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وان كنت لاشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على الذي يخرجون منه فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سالته إلا ليستتبعني فلم يفعل ثم مر عمر فسالته عناية من كتاب الله عز وجل ما سالته إلا ليستتبعني فلم يفعل فمر أبو القاسم. صلى الله عليه وسلم فعرف ما في وجهي وما في نفسي فقال: "يا أبا هريرة" فقلت لبيك يا رسول الله فقال: "الحق" فتبعته فدخل فاستاذنت فاذن لي فوجد قدحا فيه لبن فقال: "من اين لكم هذا اللبن؟ " فقالوا اهداه لنا فلان أو ال فلان فقال: "أبا هر" قلت لبيك يا رسول الله قال

[1] صحيح: أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث 2491. باب 35. من فضائل أبي هريرة رضي الله عنه.
[2] صحيح: أخرجه البخاري في البيوع حديث 2047. ومسلم في فضائل الصحابة حديث 2492. باب 35. من فضائل ابي هريرة رضي الله عنه.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست