فإذا سافر مع أصحابه آذاهم، وأكثر الخلاف معهم، وسعى فيما يكدر عليهم، ويعكر صفوهم.
ومن الناس من لا يتكلم ولا يقترح، وربما إذا استشير لم يشر، بل يترك الأمر لصحبه، فإذا أصابوا سكت، وإذا اجتهدوا في أمر ما فأخطأوا ـ كأن يضلوا الطريق أو نحو ذلك ـ أمطر عليهم وابلا من اللوم والتقريع، وأصبح يكرر من أمثاله قوله:
لو فعلتم كذا وكذا لكان أنفع وأجدى، ولو أنكم سلكتم الطريق الفلاني لما حصل ما حصل، وهكذا ...
36ـ سوء الأدب مع الجيران:
فالجار له حق عظيم، ومكانة عالية، وقد بين الله في محكم تنزيله عظم حق الجار، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النسا:36] .
وقال عليه الصلاة والسلام: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" [1].
ومع عظم تلك المكانة للجار في الإسلام ـ إلا أن هناك تفريطا كبيرا يقع في هذا الجانب؛ وذلك أن كثيرا من الناس لا يرعى حق الجار، ولا يقدره قدره، بل يسيء إليه، ويؤذيه بأنواع من الأذى. [1] رواه البخاري 7/78، ومسلم 624.